غرفة ترى النيل .... رواية لــ عزت القمحاوي

 
تتناول غرفة ترى النيل الأيام الثلاثة الأخيرة لبطلها عيسى الذي كان يفترض أن يكون كاتباً، لكنه لم يكتب شيئاً، لأنه ممسوس بفكرة الكمال التي أصابته برهاب الكتابة، يرافقه في أيامه الأخيرة صديقه الروائي رفعت، الذي كتب كل ما استطاع وتوصل إلى النتيجة ذاتها: لا جدوى. وكان الصديقان يراقبان من شباك غرفتهما بالمستشفى الاستثماري جزيرة نيلية دخل المستثمرون والحكومة معركة عليها مع ملاكها الأصليين من الفلاحين، فكان التداعي في جسد المحتضر متوازياً مع التداعي في جسد المجتمع المصري تحت ضغط الفساد والسمسرة.
مقتطف من الرواية :
غرفة تري النيلليس في الإدراك أى نبل .
وقد عشت مدركا لكل شىء دون ان أفعل شيئاً . زالآن , حتي وأنا أعرف أنى أموت لا أستطيع أن أستل سكيناً وأعمده في موضع الألم فأخرسه إلى الأبد .
هذه مسخرة !
أستسلم لما لا أريد بدافع الإنهاك ليس إلا . حتي هذه اللحظة لم أمتلك نبل الفعل . ساترك نفسي لهم يستكملون تحكمهم إلى النهاية , يقلبونني كخرقة مستمتعاً بالضعف , بلذة الألم التي أتمنى الآن أن أصفها في رواية تكون عوناً للذعفاء أمثالي ممن لايمتلكون القدرة على الفعل , قدرة تحديد ساعة ومكان موتهم طالما لا يمكلون دفعه .
لذة الألم ؟!


نعم هذه السكاكين التى تقطع في بطني الآن وتوصلني إلى نشوة الإنهاك الكامل , تترك جسدي المتألم هذا ضعيفاً وسيداً وتضع الآخرين في موضع الخدم , بهذه الدرجة من السماحة أو الحنق . " لا " الشجاعة التي عجز العقل عن قولها فى وجوه كل السادة يعلنها جسدي الآن بكل طلاقة . هذه الخرقى التي نالت أخيراً رضى ان تكون مخدومة وقد عرفت من قبل كل ضروب الخدمة وكل ضروب الألم دون لذة.
لا! لم تكن دائماً دون مسرة , فهذة اللذة التي أستشعرها الآن نلتها عندما كنت صبياً يرتدي القميص على اللحم دون سروال , فأسي بفأس أبي سواء بسواء , نعمل فى قراريطنا القليلة أو اجيرين لدى أحدهم لأعود في المساء , أنام واللقمة الخشنة في فمي , وأحس كلما اقتربت من الصحو لذة تبخر الألم وتبخر حرارة النهار من أطرافي التي أكاد لا أحس اتصالها بجسمي . فيما بعد بدأت الأحلام تخلق من تلك الحرارة اللذيذة اجساداً تداعبني وتمنحني لذة تبليل سروالي , أتذكرها في الصباح وأتذكر ملامساتها التى تقودني إلى راحة انسياب السائل اللزج فيما يشبه لذة تسرب المخدر من اطرافي الآن .
انتهت اللعبة , العالم يبدو منفياً ومرغماً على الوقوف هنالك على بعد خطوات من باب العبد المحرر لتوه . وعقلي هذا الذي وقف من الجسد موقف النخاس وأسلمه لاستعباد الآخرين بأسم الضرورة أو الواجب طوال ستين عاماً ينحني الآن ذليلاً في خدمته , مجتهداً فى مضاعفة إفراز الأدرنالين الذي يعظم الخفة بحيث يبدو الجسد المسجى في خفة مركب , تهدهده الأحلام دون حاجة إلى أفيون بودلير أو خمر أبى نواس.
جسدى شبه الطائر يكشف ألفة هذه الغرفة المحتقرة . بنصف وعي نتلمس عيني الكليلة خطوط الزمن . تشكيلات الضوء والعتمة على السقف تبدو ظلاً لذلك الحيوان الخرافي قادماً من سطح القمر , موطنه الاصلي فى زمن طفولة الخيال .
منذ متي حقاً لم يتيسر لعيني شباك علي السماء لتري القمر ؟ إن كان هنالك لم يزل بالقرد العجوز الذى كانت أراه دائماً على صفحته يحمل على كتفه جذعاً يتدلى منه دلوا الماء الأبديان ؟!
تابع قراءة احداث الرواية من خلال تحميلها او قراءتها اونلاين او شراء النسخة الورقية من الرواية من خلال الروابط بالأسفل .......

بيانات الرواية :




الأسم : غرفة ترى النيل
تأليف : عزت القمحاوي
الناشر : دار الحوار
سنة النشر : 2005
الحجم : 3 ميجا




روابط تحميل رواية ترى النيل 





أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الروايات




تعليقات