هذه الكلمات تجري على لسان بطلة الرواية، زاريتيه (تيتي) ، العبدة التي باعتها وهي في التاسعة من عمرها مدام دوفان، في سان دومانغ، إلى عاهرة تدعى فيوليت والتي أرسلتها بدورها للعمل خادمة في بيت عشيقها الإقطاعي الفرنسي تولوز فالموران، المالك لواحدة أكبر مزارع قصب السكر في سان دومانغ.

الجزيرة تحت البحر هي غينيا الإفريقية، التي يحلم به العبيد وهم يرزحون تحت العذاب في المستعمرات، إنها ذلك الفردوس الذي تغادر إليه أرواحهم لتجد فيه السلام والطمأنينة بعد الوحشية البشعة التي عانوا منها طوال حياتهم.
وعلى امتداد الرواية تنقضي أربعون سنة من حياة زاريتيه، تكشف خلالها ما مثله استغلال العبيد في الجزيرة في القرن الثامن عشر، وظروف حياتها ونضالها من أجل الحصول على الحرية.
وكسائر روايات الكاتبة الرائعة إيزابيل ألليندي، تأتي الرواية محتشدة بالكثير من الأحداث التاريخية، والكثير من التداولات الاجتماعية، وحوارات الذات، والحركة على مختلف المستويات النفسية، لذلك فمن يقرأ روايات هذه الكاتبة التشيلية المبدعة، يدرك دائما بأنه أمام أعمال تتجاوز بكثير الحكايات المتخيلة والمكتوبة دفقة واحدة، وأنها استندت إلى الكثير والعميق من العمل البحثي والتحضير الموسوعي لتجهيز موادها الخام.
تعد هذه الرواية تجسيداً حقيقياً لأسلوب الكاتبة الذى اكتسبته عبر عشرات الروايات وعلى مدار ثلاثين عاما من كتابة الرواية، الأمر الذى جعلها واحدة من أشهر الكاتبات باللغة الإسبانية حول العالم، وقد نالت شهرة واسعة بعد أن نشرت روايتها الأولى «منزل الأرواح»
الذي نالت من خلاله شهرة واسعة، فضلاً عن صلة القرابة مع الزعيم التشيلي «سلفادور الليندي»، وللكاتبة العديد من المؤلفات مثل «أيفا لونا»، و«قصص ايفالونا»، و«لوحة السيبيا»، و«باولا»، و« في الحب والظلال»، وغيرها وترجم أغلبها إلى اللغة العربية.
بقي أن أشير إلى أن هذه الرواية الرائعة هي من ترجمة المترجم المتمكن دائما، الأستاذ صالح علماني، والذي هو من أبدع من قام بترجمة الأدب الإسباني إلى العربية.
مقتطف من الرواية :
خلال سنوات عمري الأربعين، كنتُ أنا، زاريتيه سيديلا، محظوظة أكثر من عبدات أخريات.سأعيش طويلاً وستكون شيخوختي سعيدة لأن نجمي يُشع حتى عندما تكون السماء غائمة.
أعرفُ متعة أن أكون مع الرجل الذي اختاره قلبي عندما توقظ يداه الكبيرتان بشرتي.
لقد أنجبتُ أربعة أبناء وحفيداً واحداً، وصار الأحياء منهم أحراراً. ذكراي الأولى عن السعادة تعود إلى الزمن الذي كنت فيه طفلة رضيعة معروقة العظم ومشعثة الشعر،
وتتمثل في تمايلي على إيقاع الطبول، وهذه هي سعادتي الأحدث زمناً أيضاً، لأني ظللتُ في الليلة الماضية أرقص وأرقص في ساحة الكونغو بلا أفكار في رأسي، وجسدي اليوم حامٍ ومتعب.
معلومات الرواية :
اسم الرواية :الجزيرة تحت البحر
المؤلف : إيزابيل الليندي
الناشر : دال للنشر والتوزيع
الحجم : 8.28 ميجا بايت
روابط تحميل رواية الجزيرة تحت البحر
تعليقات
إرسال تعليق