فتنة الأسر …. رواية لــ صلاح والي


فى هذه الرواية يحاول صلاح والى ان يجرب نمطاً روائياً جديداً يكون قادر على احتواء تجربته الفكرية والجمالية بإزاء العالم المحيط به , ويخطو في " فتنة الأسر " نحو الرواية الرمزية الفكرية التاملية ذات الطابع الوجودى بالمعني الإنساني لا الفلسفي .
مقتطف من الرواية :
فتنة الأسركان يقف على باب الكون يمسك فى يده زهرة جميلة بساق طويل لها تويج كبير كثير الألوان ولها رائحة مستقبلية , وكان ينظر إلى البعيد ويبتسم لشىء , ما بينما تدوى خلفه طبول الآخرة على بوابات جهنم بدوى مدبب يدخل فى عمق كل الأشياء باختراق عظيم مؤلم , بينما الفراغ الذى ينظر إليه يموج بدخان كثيف يتشكل عوالم وهو ينتظر ما يلائمه ليهديه زهرته.
كنت أظن ذلك ولكنه كان غير ذلك , ربما ,
وربما أيضا كان كذلك .


ولكنه أخذ خطوة للأمام وانحني وقبل الزهرة وابتسم , ووقف والطبول ما تزال تدق فى تتابع تاركة خلفها دوائر من الحنين والخوف الموجع , بينما كانت تسمع خطوات عميقة تسير بانتظام فى كل اتجاه , وصوت تنفس قوي ربما يصدر من كل ما يحتوي هذا المشهد بعمقه غير المدرك فى مساحات من المجهول وعدم المعرفة وعدم الإحاطة.
كان فى ملابسه الكاملة رما خارجا إلى سهرة ما , وكان العرق يتصبب من سرواله على الأرض , ربما كان دهنه يسيل , وكنت أتوقع أن يقع من ملابسه أو يتلاشي أو يغير ابتسامته التى لا تعنى شيئا وتعني كل شىء , كان ينظر فى البعيد ربما لا ينظر إلى شىء , ولكنك بالتأكيد لا تستطيع أن تتجاهله لأسباب كثيرة منها أنه وحيد وحدة مطلقة , وثابت ويغمره الأمل ولديه ثقة عالية ربما , أو يأس قاتل ربما , لكنه دائماً أمامك ومبتسم , ولا يلتفت , ولا أحد خلافه ؟, وهو يشبه كل آدمي في تكوينه ولكنه غريب , لا أعرف كيف ؟ وربما كان جميلا لكنه مختلف , وغير معني بالآخرين لأنه ببساطة مكتف بذاته , لا شىء فى المشهد كله إلا هو ووحدته القاتلة .



ربما كان ينتظر رسائل من الماضي أو من المستقبل !
قلت: - بالتأكيد لا يرانى , ولكنه على الأقل يسمع ويحس ربما بوقع خطواتي أو تنفسي .
لم يكن أمامه شىء ليرى أو خلفه شىء ينتظر , أو المشهد يحتمل الأنتظار .
اقتربت منه وحدقت فيه ولكنه لم يتغير , مررت يدى أمام عينيه لكنه لم يتحرك أو يرمش !!
قلت فى نفسب : هو أعمي تماما , لأساعده.
انطلق صوت حاسم ومفاجىء وعلى قدر سمعي فقط : : لا
نظرت فى كل اتجاه لم يكن هناك ما ينظر إليه فنظرت إليه لكنه كان على حاله لايريم !
قال : الحمدلله الذى خلق العبقري وألهمه اختراع المورفين والبنج.
تخيلت أننى سمعت شيئا ولكنه كان كمن يفكر بصوت عالي , مانت صفحات رأسه مفرودة أمام الأكوان تعرض كشاشات العرض محتويات من أفلام كبيرة , رأيته فيها وهو موظف فى الضرائب يخرج من مكتبه بعد التوقيع بالحضور لفة بها سندوتشات الفول والطعمية والباذنجان والبطاطس والمخللات ويأكل , ثم يتلوي من الألم وعندما يتجمع جوله من هم زملاء أو على شاكلته يطمئنهم أنها الزائدة الدودية وأنها تتعبه عقب كل أكله ولكنها تنام مرة أخرى , وفى ليال كثيرة تجعله لا ينام , ورفض  بشكل قاطع أن يبلغ المستشفي أو يذهب لإجرائها فى أى مكان , وتدور الأيام وتسير لقطات كثيرة وأراه فى المستشفى خارجا من دوامه المخدر ويتناهى إلى نفس الصوت : الحمدلله الذى خلق العبقري الذى اخترع المورفين والبنج.
قلت فى نفسى وأنا كثير القول لنفسى لأنى لا أجد مكاناً أضع فيه ثقتي فليس هناك بشكل مطلق شىء واحد جيد , ولكن كل شىء نسبى بدءا بالحقيقة وانتهاء بالشرف .
قلت لنفسى : - غير معقول انه لا يوجد فى كل هذا إلا نحن فقط !!
ولما كان يواجهني تماما ويتعدانى بنظراته شككت فى شىء , ولكن هناك فروق كثيرة .
جذب انتباهى ان جيب سترته به كتاب !
قلت : - كتاب وسط هذا ؟



امتدت يدى رغما عنى وسلت الكتاب من جيبه كما  تسلت الشعرة من العجينة , قلبت الكتاب واهتممت بأخراجه والقطع , ونوع الورق , وبنط الكتابة , ورائحة الحبر , لكن كل ذلك كان هباء .
فالكتاب جدلى الغلاف وغير مكتوب عليه إلا ( الكامن فى العمق ) , والورق جدلى مدون عليه بأقلام البسط وبحبر يتراوح تكوينه بين دم الغزال والقرض بالصمغ , ولونه احمر يلمع ليزغلل العين فكأنك تقرأ ما تريد أو مايدور بخلدك , ولكن عندما تتأمل الكتابة تجد أنها ربما تتحرك أو تتماوج أو تحتها شاشة عرض تريك ما هو مكتوب , الجزء الأول مكتوب تحت عنوان \\ عبر المرآة فى الداخل , انتشاء بالأنا العليا ودحضا للعقل أو أى شىء ما , كالوجاهة , وحسن السمعة , والآخرين , وكل ما هو ليس حقيقياً .
عندما واجهت الأوراق البيضاء لم يكن فى بالى أن أدون أى شىء , وكنت قد أخترت مكتبى الخشبى القديم حبا فى ملمس الخشب , أو ربما لأنه أغلى ما اقتنيت فجلست وحيداً فى العمل وكانت نوبة النوباتجية الأسبوعية الخاصة بى , ولما كنت لم أتذوق طعاما قط من يومين أو أكثر فأنا آكل بالصدفة بعدما تخلصت من كل ما يربطني بالأرضوالاخرين , فأنا ضد الإمتلاك والملكية , وضد المشاع فى رأسى وجسدى وما دون ذلك فلمن يشاء حتى لو كان يملك الكثير .
وضعت الأوراق - أمامي
\\ ظهرت صورته تحت النص وهو جالس على مكتبه يتلوي من الألم وقد احني رأسه وأمسك بالمكتب محتضناً أو مرميا عليه , ولكن ليست أمامه أى أوراق

بيانات الرواية :

الأسم : فتنة الأسر
المؤلف : صلاح والي
الناشر : دار ميريت للنشر والمعلومات
سنة النشر : 2003
عدد الصفحات : 112 صفحة
الحجم : 2 ميجا






روابط تحميل رواية فتنة الأسر 







أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر
رابط تحميل بديل 

قراءة الرواية اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الروايات

تعليقات