جن وجنون وجريمة ... رواية لــ خضير ميرى

 
تدور حول حياة المرضى النفسين والعقلين ابان احداث حرب الخليج الثانية وحالات الموت الدمار التي تعرضت لها المصحة والرواية في واقع الحال تعبر عن مشاهدات كاتبها الذي عاش طويلا في المصحات النفسية والعقلية وفي روايته الجديدة (جن وجنون وجريمة) عودة اخرى لعالم المصحة العقلية ابان احداث انتفاضة 1991وذلك كما تحدده الرواية نفسها حيث تدور قصة حب بين دكتور جامعي هو الدكتور سليمان والذي كان قد احرق الجامعة ايمانا منه بفكرة (موت الجامعة) فتم اتهامه بالجنون وجلبه الى المصحة وشخصية (شرقية )التي تمردت على مهنة الدعارة التي اجبرت عليها فتدخل نافورة عمومية وتخلع ملابسها كاملة وتغتسل امام عيون الناس فيجلبوها الى المصحة وهكذا تنموا قصة حب طريفة بين الدكتور الجامعي وشرقية التي تعاني من استلاب (فاتن )زميلاتها جن وجنون وجريمةالشاذة في المصحة وتخضع لها وتسمح لها بان تمارس معها السحاق الطفولي الا ان ممجمل الاحداث تكشف لنا عن افاق اخرى لشخصيات متهتكة مثل شخصية( عفتان )مراقب الردهة الذي يمارس الجنس مع (ام حسان )المعينة الاقدم ويزرع جنينا في داخلها ثم يطلب منها الاجهاض فتتم العملية بطريقة بدائية مدعاة للشفقة الاان الاحداث تتسارع لينتهي الامر بالدكتور سليمان بالفرار هو وشرقية من المصحة بعد ان يحطم (الطبيب ) ارسلان عالمه معترضا على الخنفساء التي تلقاها الدكتور سليمان كهدية من شرقية في اول مقابلة لهما ويصر على الاحتفاض بها والقتال من اجلها ثم ينتهي به المطاف بان يقتل كل منهما خارج المصحة على يد رجال مجوهولين ياخذونهم كساتر بشري ويكتشفهم الشرطي (ابو كاظم) بعد ملاحقتهم طويلا .
ظهرت هذه الرواية مسلسلة فى جريدة الزمان العراقية عام 2006 تحت عنوات الجنون في آذار وبإستثناء تغير العنوان لم يتغير شىء فى متن العمل لذالك اقتضت هذه الملاحظة .
الجنون هو الشجاعة كلما كانت الحرية في خطر


لا توجد حقائق معقولة في هذا العالم وأن وجدت فهي أما أن تكون مقبولة أو مرفوضة أما معقولة فلا
أن الواقع خيال لا وجود له له داخل المصحة العقلية ولذالك لا أنفي عن شخصيات هذا الرواية أن تكون فوق الخيال وهذا ما يكسبها درجة كبيرة من الواقعية.
 

مقتطف من الرواية :

مازال النهار قابلاً للتصديق !!! .
في آذار عام 1991
الأمر لا دهشة فيه وأنا أثني على النزهة اليومية المقررة للدكتور سليمان فى ذلك النهار المهدر الموحش حيث يتم لنا سرقة حزمة لا بأس بها من الصمت المتواتر الذي يتكاثر متفرقا بين أشجار اليوكالبتوس المتشابهة وكذلك أشجار النخيل المسنة المصبوغة بالتراب الأحمر . لا شىء يمنع وحسبما هي الاصول بان ننعت هذا المكان بالحديقة الخلفية لذلك المنزل الواسع , المرهوب ... ربما سيسخر منا هذا الجرذ الهارب , مهرولاً بين الأثيل المسلول , المصفر , الراكد وهو يمرن ذيله المرفوع , المتآمر .
يصغي الدكتور سليمان إلى عزف غوغائي تصبه موسيقي الهواء على رؤوس الأشجار وتوقع أنغامها بأصابع من عصافير تثرثر ... بينما تكون " شرقية " قد ازاحت خطواتها عن ظل " خزان المياه " فى الجهة الخلفية المحاذية لمذخر الأدوية بوجهه الأصفر الكئيب .
خطواتها تبدو مستقلة وهى تواجه نور آذار في ظهيرة النزهة , تمشي وتترك فضة جلدها تسطع سهوا من دشداشتها العتيقة المليئة بالثقوب تدعك شالها الأسود المسفوح على كتفيها والمذبوح كثيراً من حافاته , تدعككه عشرات المرات بل مئات من الكدمات والسقطات والصفعات واللكمات والرجات الكهربائية .... كل هذا لم يطرد ملامح الجمال من وجهها المخبول الفاتن .
شاهدتها تهبط برغبتها المشبوبة للمجيء إلى النوهة وقفزت على ساقيه .
- لا أدري ولكنها هدية



- - لماذا تهمسين لي بذلك ؟ هل لأن الامر خطير ؟ ...
- وشعرت " شرقية " بالارتباك وارتبكت الاشجار هى الأخرى ... ولا مانع بالطبع من اكتشاف ارتباك مماثل بدى واضحا على وجه الدكتور سليمان بعد ان نجح فى بعج علبة الكبريت الصغيرة بصعوبة لا يستهان بها ... وتردد قليلا قبل أن يلقي بنظرة إلى داخلها , نظرة بعيدة , ذهبت به , كما لو كان شبحا إلى صباح يوم بعيد هو الآخر , لذلك الصباح الذى كان ينبغى على الدكتور سليمان أن يعلن فيه " موت الجامعة "
- لا بأس أنه شىء رائع
- قال الدكتور سليمان :
- - خنفساء
قالت شرقية
- نعم خنفساء
قال الدكتور سليمان
علبة الكبريت تحوي على خنفساء سوداء , صغيرة الحجم , مدببة الظهر ورائعة . شرقية ذهبت لتبول خلف الدكتور سليمان , بينما شعر هذا الآخير برغبة غامضة لأن يطبع قبلة حقيقية على ظهر الخنفساء , إلا أن الغراب الخبيث طار مسرعا خلف زميل له , لم يكن الطعم الحامض الذى صمغ شفتي الدكتور سليمان طعما عابراً بل هو ذلك الطعم الوحيد الذى حفر نهرا في شفتيه وصيره مجنونا بجدارة ... ألا أن موسيقى الهواء أصبحت أكثر غوغائية .. أنقلب هواء آذار هواء حامضا مشبعا بروائح الدود ... وشاءت الظهيرة أن تتوج حبا جديداً لا مثيل له , حب وخنفساء ... لم تعد شرقية إلى مقعدها الحديدي مرة أخري ولوحت بشالها الأسود ... وعجلت تحرك أقدامها مبتعدة . بينما أعاد الدكتور سليمان الخنفساء السوداء إلى علبة الكبريت .... وهو يذكر نفسه بخنفساء أكبر شاناً من خنفسائه هذه ... خنفساء أخرى لها طعم مشابه ألا أنه طعم غريب وصاح الغراب الاسود عاليا .
...........
تابع قراءة الرواية من خلال تحميلها او القراءة اونلاين او شراء النسخة الورقية منها من خلال الراوبط التى بالاسفل ...

بيانات الرواية :

الأسم : جن وجنون وجريمة
تأليف : خضير ميرى
الناشر : نفرو للنشر والتوزيع
سنة النشر : 2007
الحجم : 2 ميجا



روابط تحميل رواية جن وجنون وجريمة 







أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الروايات




تعليقات