الخروج من التابوت .... رواية لـ مصطفى محمود

 
رحلة قام بيها دكتور اثار مصري للهند ، وهناك اكتشف حاجات كتير خارقة لجميع قوانين الطبيعة ، احنا عارفين الهنود ناس عندهم عادات وتقاليد غريبة جداً ، من ضمن الحاجات الغريبة دي اللي شافها الدكتور هو قدرة انسان على الطيران ، فعلاً قدر يطير ! ، وقدر ينزل يتنفس تحت الماء ضارباً بجميع القوانين البيلوجية عرض الحائط ، فكان يجب التعرف على الانسان الجبار دا .. ومن خلال التعرف عليه قدر يفهم منه انه بيعمل بالقوانين العقلية وانها ليست من المعجزات ! ، ولا تعتبر خرق لقوانين الطبيعة .. ، فنحن كبشر لم نحاول ان نكتشف مدى قوة العقل واستخدامه وقدرته على خلق المزيد من الاشياء التي نعتبرها نحن معجزات .
الخروج من التابوتمقتطف من الرواية :
كانت العربة تخوض شوارع ضيقة مليئة بالحفر وبين حين وآخر يتصاعد الرشاش فيغرق النوافذ وينزل السائق لينتزع العربة من حفرة عميقة مليئة بماء المطر ثم يعود ليكركر فى طريقه ونحن نتخضخض فى أماكننا والعرق يسيل على جباهنا من شدة الرطوبة ... وكان الدليل " كاكوما " إلى جواري يصف المناظر التى نمر بها ويشير بيدع قائلا :
هذه دلهي عاصمة الهند القديمة التى شيدت سنة 1638 ... وهذه العمائر التى تراها يعود تاريخها لأكثر من ثلاثمائة عام وهذا النهر الذى يتهادى أمامنا هو نهر " جمنا " أحد أفرع نهر الكنج ..
وكان على الشاطيء أمامي مئات الهنود الفقراء وقد افترشوا الأرض ونصبوا خياماً مهللة من الخرق القديمة وكان الذباب والقذورة فى كل مكان حيثما أرسلت بصري ...
وساءلت نفسي .. من اين اتي طاغور بكل الجمال والنقاء والشاعرية التى قطرها فى قصائده ودواوينه كالرحيق المسكر ...


كانت الصورة الأولى التى طالعتني عن الهند صورة حزينة تعيسة ولم تكن لى بالمكان المختار . الذى يلهم الشاعر بمثل هذه الأبيات السماوية ..
وكان اليوم هو اليوم الاول فى الأحتفالات المئوية بذكرى طاغور ...
والظاهر أنى سرحت طويلاً فى تساؤلاتي لأن صوت الدليل " كاكوما " أيقظني وهو يصف قوساً كبيراً أثرياً ويشير بيده إلى نقوش مكتوبة بلغة سنسكريتيه ..
ولم أكن أسمعه وإنما كنت أصغى بكل حواسي إلى عويل ناى يعزف عن قرب .
وأيقظ فى صوت الناي تلك الوشائج الغامضة التى تضم كل الشرقيين وشعرت كأنما أنا أتنقل فى وطنى .. وكأنما أستمع إلى أحزاني .. وكأنما هذه الوجوه الدامعة وهذه الأيدى المعروقة التى تمتد لتشحذ هي الأيدى التى أعرفها فى الحسين والسيدة وأزقة القاهرة القديمة ...
لم أفق إلا على صوت كاكوما وهو يصيح .
- لقد وصلنا .. هذه القلعة ..
ونظرت إلى الأثر الجليل الذى يرتفع أمامي



هذه أذن هي القلعة الحمراء ...
أخيراً أنا فى الهند ..
وكنت أتأمل البناء الأسكوري الشامخ وأشعر انى عدت ألف سنة إلى الوراء وعلى عتبات البناء كان هناك زحام .. وكانت هناك حلقة من الهنود على حول فقير هندي يجلس فى الوسط على ملاءة بيضاء وقد عقد يديه على صدره ومضى يتمتم وقد اغمض عينيه ...
ونظرت إلى دليلي أسأله عما يجري ولكني فوجئت به يشدني فى اشمئزاز ..
- هذه شعوذة .. لقد جاء الوقت لنتخلص من هذه الشعوذة ..
ولكن الفقير الهندي بدأ يرتفع عن الارض .. بدأ يطير فى الهواء دون ان تمسك به يد وتجمد الدم فى عروقي وأسرعت إلى الحلقة فى فضول مسحور .....

بيانات الرواية




الأسم : الخروج من التابوت
تأليف : مصطفي محمود
الناشر : دار المعارف
تاريخ النشر : 2008
الحجم : 3 ميجا





روابط تحميل رواية الخروج من التابوت 






أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر
رابط تحميل بديل 

قراءة الرواية اونلاين
أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الروايات

تعليقات