تبليط البحر.... رواية لــ رشيد الضعيف

تبليط البحر رواية لــ رشيد الضعيف

في الرواية عرض حي من خلال الاشخاص لفترة من تاريخ لبنان عامة وتاريخ بيروت السياسي والاجتماعي والثقافي وتطور الحياة فيها.
بطله تقوم بينه وبين جرجي زيدان صداقة وزمالة تستمر طويلا الى ان يفترقا بعد ان نزل زيدان في مصر من السفينة التي كانت تقل بطل القصة الى الولايات المتحدة ليدرس الطب بعد ان درسه سنتين في الجامعة الامريكية في بيروت التي كانت تعرف في تلك الايام باسم الكلية الانجيلية السورية.

مقتطف من الرواية

بدأت قصة ((فارس هاشم)) قبل مولده إذن.
تبليط البحربدأت قصته من الصداقة التي كانت تربط والده ((منصور)) بابن قريته (( اسكندر حليم)) في السنوات الخمسين من القرن التاسع عشر أي قبل أن تبدأ السفن البخارية بالرسو في مرفأ بيروت. وقد تركت هذه الصداقة أثراُ حاسماً في حياة منصور لأن اسكندر كان يجيد القراءة والكتابة ويحفظ الأشعار وكانت له معرفة بالحساب والجغرافيا وباللغة الإنكليزية أيضاً وكان مطلعاً علي كثير من أسرار الكون. كان اسكندر يتعلم في مدرسة في قرية ((سوق الغرب)) أنشأها المرسلون البروتستانت الأوائل وكان تلميذاً داخلياً لا يعود إلي قريته ((براشا)) إلا الأعياد والعطل الصيفية التي كان يمضيها برفقة صديقه الحميم منصور. اعتنق اسكندر المذهب البروتستانتي لكنه لم يخبر بذلك أحداً سوي صديقه منصور الذي لم يفش السر رغم أن الاحتفاظ به لم يكن سهلاً عليه لأن هؤلاء المرسلين المبشرين جاؤوا من البلاد البعيدة لتحويل نصاري الشرق عن دينهم. وقدم هؤلاء بالفعل من بلاد بعيدة- أميركا- في سفن شراعية قبل البخار وكانت تلك البلاد البعيدة في ذلك الوقت أول انطلاقتها لتصبح أعظم دولة في العالم من حيث الصناعة والتجارة والزراعة والحرب وأنواع العلوم الأخري. قدموا من أميركا التي استقطبت خلال أقل من نصف قرن بضع عشرات من الملايين من اليد العاملة الشابة لتلبية حاجاتها الاقتصادية. قدموا إذن من أميركا التي علم الناس في ما بعد أن اسمها الرسمي هو

الولايات المتحدة الأميركية وسموا أول وصولهم إلي بلادنا- أوائل العشرينيات من القرن التاسع عشر- بالإنكليز لأنهم كانوا يتكلمون الإنكليزية وكانوا في رعاية ممثلي بريطانيا العظمي. وكانوا كالمردة عظام الأجسام شقراً برصاً حمراً متعلمين يحملون الشهادات العالية في علوم الدين والفلسفة والطب من أعظم الجامعات الأميركية وأعرقها. وكانوا صادقين ومهذبين ومستقيمين في سلوكهم. أعجب منصور بأخبارهم حتي الدهشة... لولا أنهم أرادوا تحويل النصاري عن دينهم. وكانوا يجيدون الرسم ويرسمون أوجه الناس وأجسامهم وثيابهم والشجر والنبات والحيوان والبيوت ومحتويات البيوت والشوارع والدروب والمدن والمناظر الطبيعية والأثار المتبقية والدخان المتصاعد من حرائق بعيدة وكل شيء. وكانوا مؤمنين بمعتقداتهم لا يحيدهم عنها شيء ولا صعوبة. وقد أرادوا في الأصل أن يبشروا جميع مسلمي الأمبراطورية العثمانية بكلمة الله وأرادوا أن يحولوهم إلي البروتستانتية لكنهم اصطدموا بتمسك المسلمين بدينهم واصطدموا بحزم السلطنة العثمانية في منعهم من ذلك. غير أن هذه السلطنة تساهلت معهم في أمر تبشير النصاري فركزوا لذلك عليهم مقدمة لتنصير أسيا المسلمة بالكامل في ما بعد. لكن النصاري أرواماً وموازنةً لم يفتحوا لهم أبوابهم وتماسكوا في وجههم وعادوهم واضطهدوهم ومنعوهم من تحقيق أهدافهم وبخاصة في المراحل الأولي إلا بعض الخروقات القاسية التي كان أولها اعتناق أسعد الشدياق الماروني البروتستانتية وجهره بها فاحتجز في دير في وادي قنوبين في شمال لبنان لمدة أربع سنوات بتهمة الجنون ومات فيها علي هذه الحال عام 1832 واعتبره البروتستانت الشهيد الأولي في سورية. وعلي أثر ذلك خرج أخوه فارس الشدياق-الذي صار أحد عظماء النهضة-على الكنيسة واعتنق البروتستانتية قبل أن يسلم ويسمي نفسه أحمد فارس الشدياق ثم قيل إنه عاد إلي طائفته في المرحلة الأخيرة من حياته ومنهم من قال لا وحدث خلاف بين رجال دين سنة ورجال دين موارنة على المكان الذي يجب أن يدفن فيه فلم يدفن في مقابر أولئك ولا في مقابر هؤلاء بل في مقابر المتصرفين الذين حكموا جبل لبنان في منطقة الحازمية فوق بيروت.

بيانات الرواية:



اسم الرواية: تبليط البحر
المؤلف:رشيد الضعيف
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
تاريخ الاصدار:2011
الحجم:4 ميجا بايت





روابط تحميل رواية تبليط البحر 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين






تعليقات