المؤامرة الثلاثية .... رواية لــ محي الدين قندور

المؤامرة الثلاثية الجزء الثالث من ملحمة القفقاس رواية لــ محي الدين قندور

صفحة سوداء أخرى اكتشفها من تاريخ الانسان على الارض. هذا الجزء لا يعد روائيا بقدر ما هو توثيقي. يتكلم عن امة كاملة استباحها الاخرون وشرودها. الماضي الحاضر دائما في كل مكان

مقتطف من الرواية

وجد أصدقاء ديفيد أوركهارت في إنجلترا موقفه صعباً على التحديد-لكنه لم يهتم لذلك على الإطلاق-فقد أرسل إلى القسطنطينية بناءً على توصية شخصية من صاحب الجلالة الملك وليم الرابع لاستطلاع الوضع ممثلاً للمصالح البريطانية. كان قد تم تعيين صديقه وحليفه السياسي جون بوسونبي لتوه سفيراً لدي الباب العالي سلطان البلاط التركي وعليه فقد كانت لديه اتصالاته الحسنة بوجود حام له إلي جانبه وأصبحت الأبواب مفتوحة له.
هذا في البداية أما الأن فإن الأمور قد بدأت تتغير قليلاً.
عدل ديفيد أوركهارت من وضع قفطانه وثوبه التركيين ولف العمامة المصنوعة من الموسلين حول رأسه. لم يتوقف ليتأمل مظهره بإعجاب: فهو يرتدي هذا الزي من باب الالتزام والبحث عن الراحة وليس التأثير في الأخريين. لم يكن لديه سبب للشعور بالغرور: فهو متوسط القامة بشعر أحمر متراجع خفيف وعينين زرقاوين حادتين نموذجيتين لدي اسكتلندي كريم المولد. اضطجع علي الوسائد الحريرية في صالته بانتظار قدوم زواره.
المؤامرة الثلاثيةلقد تحدي أعراف المستعمرة البريطانية في القسطنطينية باستئجاره بيتاً متواضعاً بعيداً عن الأحياء السكنية الرسمية إلي الشمال من المدينة ( المتمركزة بشكل مناسب خلف بطارية المدافع المشرفة علي مضيق البوسفور). اختار ديفيد أوركهارت أن يعيش في عمق قلب الحي التركي إلي الجنوب من القرن الذهبي وقريباً من الجهة الغربية لميناء جالاتا. فقد أحب هذه المنطقة لأن بإمكانه الاختلاط بأصدقائه الأتراك بسهولة أكبر بدون أن تجري مراقبته والتعليق عليه من قبل المثرثرين الأوروبيين ولكي يتمكن من حضور المدارس الدينية الملحقة بالمساجد ودخول الحمامات التركية براحته.
قام بالدراسة في المكتبات الدينية واستكمل فهمه للعديد من المسائل كما أصبح مدمناً علي الحمامات البخارية من أجل الاستجمام الخفيف ولو علي الأقل فقط لأنها خفقت من ضيق صدره وساعدته علي التنفس بحرية.
كان عديم الصبر علي جسمه الضعيف- لكن حالته كانت مسؤولة عن وجوده في القسطنطينية بشكل غير مباشر. فقد ظل عليلاً علي الدوام وقضي معظم سني طفولته في البيت مع مدرس خاص وأمه- فقد توفي أبوه وهو ما يزال صبي. نشأ وحيداً وبالتالي حاذقاً بما يكفي من الحذق لأن ينجح في امتحانات الالتحاق بجامعة أوكسفورد عندما كان في السادسة عشرة من عمره. تأجل دخوله في مهنة ما إجبارياً بسبب اعتلالاته(ظلت أمه تأمل علي الدوام بدخوله في السلك الدبلوماسي): سافر ديفيد إلي اليونان بصحبة صديق للعائلة هو اللورد كوكرين الذي كان شقيقه تشارلز يخدم لديه كنقيب بحري أثناء حرب الاستقلال.


ارتحل لعدة سنوات في العديد من بلاد الشرق ولكن البلاد التي سحرته في نهاية تطوافه كانت تركيا. لم يكن واحداً من أولئك الإنجليز الرومانسيين الذي ينغمسون في بلد أجنبي ليفقدوا شيئاً من أنفسهم. لم يكن لديه الكثير من العاطفة: ولم تكن حياته محكومة بالمثاليات كما فكر العديد من الناس. لقد كان محكوماً بشكل أساسي بثقافته التي لم يكن فيها متسع لمشاعر الأخرين التي تسبب الاضطراب. فإذا كانت لديه نقطة ضعف فذلك هو موقعها وهو أمر اعتراف لنفسه به..
ببساطة لم يكن يفهم لماذا لم يستطع الأخرون رؤية المنطق. فقد رأه الملك وليم الرابع. لقد أمن أصدقاء أمه الذين يحتلون المناصب الرفيعة وصول نسخة من كتابه المتكامل الأول إلي الملك:"تركيا وإمكانياتها"- وهو نتائج دراساته للمسألة الشرقية.
لقد أعجب الملك بالأراء الرئيسية الواردة فيه بصفته رجل بحرية. تدور أفكاره الرئيسية حول مبدأ"إبقاء البحار مفتوحة لبريطانيا-خاصة البحر الأسود! تاجروا مع تركيا- وليس مع روسيا!" لقد كان الأساس الذي تقوم عليه أفكاره ولا يزال يقضي بأن تصادق بريطانيا الأتراك وتتبادل معهم التجارة وتعيد الحيوية إلي الدولة التركية المتدهورة بدلاً من التحالف مع روسيا وهي القوة التي يعتبرها خطراً وتهديداً. وافقه اللورد بونس وبني على أفكاره.

بيانات الرواية:



اسم الرواية: المؤامرة الثلاثية الجزء الثالث من ثلاثية القفقاس
المؤلف: محي الدين قندور
ترجمة: محمد أزوقة
الناشر: المؤسسة العربية للنشر
تاريخ الاصدار:2005
الحجم:9 ميجا بايت



روابط تحميل رواية المؤامرة الثلاثية 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين






تعليقات