سيوف الشيشان الجزء الأول من ملحمة القفقاس رواية لــ محي الدين قندور
الزمن هو نهاية القرن الثامن عشر، حيث يقوم أحمد النبيل الشركسي ذو الثمانية عشر ربيعا، بمغادرة بيته على نهر الكوبان ليجد لنفسه حياة جديدة في الفقاس الشرقي. يضيع في براري الجبال القفقاسية الشاسعة وينتهي به الطواف في بلاد الشيشان العصية التي تخوض حربا مع روسيا. تسّرع مغامراته نضوجه نحو الرجولة، ولكن هل سيجد بيته وثروته في هذه الأرض الجديدة؟ هذه رواية تاريخية بأبعاد ملحمية: قصة صراع ودراما إنسانية وقصة رومانسية مأساوية وتشويق يمسك بتلابيب القلب، مذكرا بروايات تولستوي وليرمونتوفمقتطف من الرواية
صعد أحمد بجواده شعباً ضيقاً وهو يحمل شعوراً طاغياً بأن شخصاً مايراقبه. ومع ذلك فقد كان مستحيلاًعلي أي شخص أن يجد موطئ قدم ناهيك عن أن يجد مخبأ علي الصخور الناتئة التي ترتفع عن يمين ويسار ممره. أحس بالتوتر بسبب قرقعة الصخور والحجارة المنفلتة الساقطة بسبب انكماش الجبال أثناء ابترادها نهاية النهاية.عندما كانت هذه القرقعات تحدث لم تكن فرسه تجفل لكن أحمد كان يجفل فكان يطلق صرخة عالية أخري" فوري فاكا" ليستجمع شجاعته كما كان يفعل مع الرجال الأخريين في قريته أثناء السباق أو الصيد.

لقد نفي نفسه وهو الأن في منطقة غير معروفة. استغرقه المرور خلف الحدود القصية لقريته ثلاثة أيام: خلف أكثر المراعي ارتفاعاً والتي كان يكثر من التردد عليها في طفولته مع أبيه في اليوم الرابع من رحلته. أسلمته الأرض الطرية إلي الصوان والصخور كأنما كان يغادر راحة بيته إلي قسوة الاستقلال. انفتح الشعب الحجري فجأة علي وادٍ صغير منعزل موحش أخر. بدأت شجيرات التوت البري المغطاة بالعليق والنباتات الزاحفة الأخري تحتك بركابيه. قرر أحمد أن يخيم علي حافة دغل من أشجار الزان العملاقة. لقد كان التنوع في المنطقة التي اضطر إلي عبورها مدهشاً بالنسبة إلي رجل تربي علي أرض المراعي في وادي نهر الكوبان. فهذه منطقة تعج بالوديان المفاجئة التصدعات الأرضية وأكوام الحجارة القاتلة ومجاري الأنهار الجافة صيفاً والتي كانت تتعرج يساراً أو يميناً أو تختفي داخل الأرض مطيعة للتعرجات المادية علي مقاييس هائلة لدرجة أنه لم يستطع حتي الأن أن يسبر غورها.
أكثر من ذلك فهولم يشاهد جبال القفقاس العظيمة فقد قضي أياماً متتالية علي ظهر فرسه في هذه السفوح المذهلة وكان هناك ضباب كثيف يغلف رؤوس القمم علي الدوام.
لم يكن يعرف متي سيظهر له أحد السكان المحليين أو إن كان سيصبح عدائياً أو ودياً فقد كانت الإشاعات بين الخدم في البيت تقضي بأن المنطقة كلها تعج باللصوص.
ولكن مايدريهم؟ لقد كانوا مجرد فلاحين بسطاء.
طمأن أحمد نفسه وهو يرنو إلي النجوم فوقه وقد بدأت تظهر في زرقة السماء التي بدأت تخبو إلي انه ما زال يتجه في وجهة جنوبية غربية.
لقد أخبره كبار السن في قريته بأن يركب جنوباً باتجاه الجبال ثم ينعطف يساراً وان يجعل السلسلة العالية إلي يمينه دائماً. لقد كان من الصعب الاحتفاظ بالاتجاه عندما كانت السبل المطروقة تقوده فوق التلال ونزولاً إلي الوادي باتجاه الجنوب لأبعد مما كان يريد.
اتجهت فرسه " قارا" إلي رقعة من البنفسج وبعثرتها. نزع أحمد معطفه البوركا الأسود السميك المصنوع من جلد الخراف وفرده ليفترشه. كان الجدول يلتمع من نظافة مائه تحت ضوء النهار المتخافت. ركع وغسل يديه وقدميه ونثر الماء علي وجهه ومرفقيه مؤدياً بذلك الممارسة اليومية "للانديز" قبل أن يقف منصباً ويؤدي صلاه المغرب. قريباً سيشعل ناراً ويبقيها مشتعلة حتي تبقي وحوش الليل بعيدة عنه.
لو كان قاطع طريق أو شخص معاد يراقبه فإن إشعال النار ما كان ليحدث فرقاً علي سلامته فإن طلقة محكمة كان يمكن أن ترديه في أي وقت من الأيام القليلة الماضية من بندقية ذات طلقة واحدة.
معلومات الرواية:
اسم الرواية: سيوف الشيشان الجزء الأولي من ثلاثية القفقاس
المؤلف: محي الدين قندور
ترجمة: محمد أزوقة
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
تاريخ الاصدار: 2005
الحجم: 9ميجا بايت
روابط تحميل رواية سيوف الشيشان
أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
تعليقات
إرسال تعليق