أبناء الشتات الجزء السادس من ملحمة القفقاس رواية لــ محي الدين قندور
هذه القصة التاريخية تصوير قوي وصادق لشعب عانى من خصوصياته الثقافية بقدر معاناته على أيدي أعدائه ومنتقصي حريته.مقتطف من الرواية
خلال شهر أذار عام 1938 اندفع الجنود الألمان إلى النمسا وباتوا على وشك البدء في الاكتساح الدموي الطويل شرقاً باتجاه بولندا وروسيا الشيوعية وغرباً نحو القتال البريطاني. كانت الفاشية والتي اكتسبت جاذبية التقليعة تحت قيادة موسوليني في أعقاب الحرب العالمية الأولي تجتذب اليابانيين وقد أخذ العالم ينقسم إلي معسكرين متعارضين لم يتمكنا من تجنب النزاع. أصبح مقدراً للصدام الناتج عن العقائد أن يسمي الحرب العالمية الثانية أو الحرب الثانية العظمي. بعد الحرب العالمية الأولي لعام 1914 كانت بريطانيا قد استعمرت عددا من الأقطار في الشرق الاوسط ضمت العراق وايران ومصر وفلسطين ودول الخليج العربي بينما استعمرت فرنسا سوريا ولبنان ومعظم بلدان الشمال الأفريقي.كانت شرق الأردن وقتها محمية لبريطانيا العظمي. خلال شهر أذار نفسه لعام 1938 وفي حي المهاجرين من عمان عبر نهر الأردن من فلسطين وإلي جانب سيل راس العين الجميل المتعرج ولد العديد من الأطفال الشراكسة في تلك السنة بعيداً عن وطن أجدادهم الأم القفقاس. أصبح هؤلاء أطفال الشتات الجدد. أحد هؤلاء الأطفال كان أنا.

تعود أولي ذكرياتي إلي سن الثالثة أو قريبا منها وترتبط برائحة الخيول. سمعتهم يقولون لاحقاً إنني زحفت ((تحت حوافر الجياد)) عندما كنت مجرد طفل يحبو. لحسن حظي أنني لم أداس ((لأن الخيل حكيمة)) حسب رأي جدي! في حياتي اللاحقة بصحبة الجياد توفر لي الكثير من البراهين لدحض منطقه لكنني نجوت من مواجهاتي الباكرة معها.
كان والدي عزت نجل حسن نجل ناخو ابن إمام وكازبك وأحمد العائدين إلي إقليم الحابساي في قباردا بالقفقاس ظابطاً في سلاح الفرسان واحتفظ جدي بمجموعة أفراس في ساحة بيتنا مكملاً التقليد العائلي في تربيتها. بدأت في سن الخامسة الركوب وكلفني جدي بمسؤولية سقاية الجياد مرتين يومياً. ذلك يعني سوق القطيع إلي رأس النبع في رأس العين الغدير الصغير الذي يتدفق نزولاً في حي المهاجرين من عمان. استمتعت بهذا الواجب وكنت أهفو إليه مرتين في اليوم. ما لم أكن أحبه هو التحديد الذي فرض علي وهو ركوب الفرس العجوز "بركة" دون غيرها. فقد كنت أصبو إلي ركوب أفراس والدي الدركية النشيطة.
بمجرد أن لاحظت الفرصة في أحد الأيام تسلقت إلي ظهر المهرة "سمورة" فرس والدي المخصصة للاستعراضات والمواكب تمسكت بقوة بشعر عرفها وأخذت أوجهها بركبتي داخل الساحة مثل قطيطة طيعة. لم أستطع أن أفهم خلفية اللغط كله. فقد تصرفت تماماً مثل الفرس العجوز. الواضح أنني فارس متمرس بما يكفي للسيطرة علي مثل ذلك الحيوان. أقسمت علي ركوبها للسقاية لاحقاً في النهار بدون معرفة جدي حتي أثبت للجميع أنني فارس بمثل مهارة والدي. عندما حان وقت الركوب للسقاية بعد ظهر ذلك اليوم تسلقت علي ظهر سمورة العاري ودفعت بباقي الجياد خارجة باتجاه النبع خرجت بنات وأمهات الحابلة (الحي) ولوحن لي بأيديهن إعجاباً فشعرت بفخر وسعادة عظيمين للإعجاب الذي حظيت به. كن يعرفني علي أنني نجل عزت الفارس الشهير ونقيب الفرسان وقال الجميع "أن الولد سر أبيه"
بيانات الرواية:
اسم الرواية: أبناء الشتات الجزء السادس من سلسلة القفقاس
المؤلف: محي الدين قندور
الناشر:المؤسسة العربية للنشر
تاريخ الاصدار:2008
الحجم:8 ميجا بايت
تحميل رواية ابناء الشتات
أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
تعليقات
إرسال تعليق