جلعاد .... رواية لــ مارلين روبنسون

جلعاد رواية لــ مارلين روبنسون

جلعاد – البلدة المتخيلة في الرواية – كانت ملاذًا للسود الهاربين من العبودية في ولايات الجنوب الأمريكي وذلك بعد صدور قانون حظر العبودية والذي يعدّ من أسباب نشوب الحرب الأهلية في أمريكا في الستينيات من القرن التاسع عشر.

مقتطف من الرواية

قلت لك ليلة البارحة إنني سأرحل يوماً ما وسألتني إلى أين وقلت لك إلى بارئي وسألتني لماذا وأجبتك لأني بت طاعناً في السن. فقلت: لا أحسبك مسناً. ووضعت يدك علي يدي وكررت ذلك وكأنك بهذا التأكيد قد حسمت النقاش. قلت لك إن حياتك ستختلف كثيراً عن حياتي وعن الحياة التي عشتها معي وإن هذا سيكون رائعاً فثمة سبل كثيرة لعيش حياة جميلة فأجبتني: أخبرتني والدتي بذذلك. ثم حذرتني: لا تضحك! لأنك حسبتني أسخر منك. مددت يدك ولامست ثغري بأناملك وحدجتني بتلك النظرة التي لم أر مثلها يوماً علي أي وجه أخر سوي وجه والدتك نظرة مفعمة بالكبرياء الجامح وبالشغف والقوة أفاجأ دوماً من أن حاجبي لم يحترقا بعض الشيء جراء وقوعها علي وجهي. وكم سأشتاق إليها.
جلعاديبدو من السخف افتراض أن الموتي يشتاقون إلي شيء. إذا كنت قد صرت رجلاً بالغاً عندما تقرأ هذه الرسالة- وقصدي أن تقرأها في مثل ذلك الحين- فسيكون قد مضي زمن طويل علي رحيلي. وسأكون قد عرفت معظم ما تمكن معرفته عن أن يكون المء ميتاً لكنني علي الأرجح سأحتفظ بمعرفتي هذه لنفسي. يبدو أن الأمور تحدث علي هذا النحو.


لا أعرف كم مرة سألني الناس عن الموت وفي بعض الأحيان عندما لا تفصل بعضهم عن اكتشاف الإجابة بأنفسهم سوي ساعة أو اثنتين. وحتي في ريعان شبابي كان يقصدني أناس طاعنون في السن- كحالي اليوم- ويطرحون علي هذا السؤال شادين علي يدي وشاخصين نحوي بعيونهم الحليبية المسنة وكأنهم متيقنون من أنني أعرف الإجابة ويناشدوني البوح بها. وكان جوابي المعتاد هو أن الموت أشبه بالعودة إلي البيت. فـأقول لهم : لا بيت لنا في هذا العالم. ثم أغادر الكنيسة وأسلك الدرب نفسها إلي هذا البيت القديم حيث أعد لنفسي إبريقاً من القهوة وشطيرة من البيض المقلي وأجلس- نصف الوقت في العتمة ونصفه في النور- لكي أستمع إلي المذياع هذا بعد أن اقتنيت واحداً. أتذكر هذا البيت؟ لا أبد من أنط تذكره ولو قليلاً. لقد ترعرعت في دور القساوسة وعشت في هذا البيت معظم سني حياتي ونزلت ضيفاً علي عدد منها لأن أصدقاء والدي ومعظم أقربائنا أقاموا أيضاً في دور القساوسة. ولطالما ظننت- عندما كنت أفكر في الأمر في تلك الأيام وهو ما لم يكن يحدث كثيراً- أن هذا البيت هو أسوأها علي الإطلاق وأكثرها هشاشة ووحشة. ولكن هذا انتهي الأن. إنه بيت قديم جيد لكنني عشت فيه وحدي تماماً حينذاك فعانيت الكثير من الاغتراب ولم أشعر أنه بيتي في هذا العالم. أما الأن فهو كذلك. والأن يقولون إن قلبي قد أصابه الوهن. وقد استعمل الطبيب التعبير اللاتيني angina pectoris ذات الواقع اللاهوتي الذي يشبه تعبير misericord حسناً هذا ليس بمستغرب في مثل سني. وقد توفي والدي هرماً أما شقيقتاه فلم يكتب لهما العمر الطويل. لذا لا يسعني إلا الشعور بالمتنان لذلك وإن كان يؤسفني أنني لا أترك لك ولوالدتك سوي بضعة كتب لا يرغب أحد في اقتنائها. ذلك أنني لم أجن أي قدر يذكر من المال ولم أحرص بما فيه الكفاية علي ما وصل إلي يدي منه لأنه لم يدر بخلدي يوماً أنني سأخلف ورائي زوجة وابناً. حبذا لو عرفت ذلك لكنت أباً أفضل ولادخرت لكما بعضاً مما يقيم أودكما بعدي.
 

معلومات الرواية:



اسم الرواية: جلعاد
المؤلف: مارلين روبنسون
الترجمة: سامر أبو هواش
الناشر: كلمة للنشر
تاريخ الاصدار:2011
الحجم:4 ميجا بايت





روابط تحميل رواية جلعاد 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين






تعليقات