كازبك القبرطاي .... رواية لـ محي الدين قندور

كازبك القبرطاي الجزء الثاني من ملحمة القفقاس رواية لـ محي الدين قندور

الزمن هو العقد الأول من القرن التاسع عشر في القفقاس. أحمد الكوباني قد أسس نفسه بإمكانيات راسخة كنبيل ومربي خيول في بلاد القباردا. يأخذ ابنه كازبك دور المغامر وتبدأ هذه المغامرات بقصة حبه وزواجه في نهاية المطاف من نورسان الجميلة

مقتطف من الرواية

انتظر أمير الحابسا بفراغ صبر أخبار وصول ابنه. كان قلبه مفعماً بالسرور واحتاج إلي الخصوصية حتي يحافظ علي رباطة جأشه لأسعد يوم في حياته كلها. ترك موضوع تزيين قريته بكل مظاهر الاحتفال للأخرين: لتركيب أكاليل الزهور فوق البوابات تكنيس ساحة القرية إلي حد النظافة تزيين الخيول بالأقمشة المزركشة الملونة والعدة اللامعة.
إنه يفتخر بقريته إلي درجة كبيرة فهي إحدي أكثر القري ازدهاراً في خوض نهر التيريك. فقد كان أهل القرية محظوظين بموقعهم: قرر أسلافه اختيار موقع مستوطنتهم فوق منحني واسع إلي جهة اليمين من مجري المياه علي هضبة خصيبة تشرف علي مناظر خلابة من غابات الزان والتنوب. هناك ممر ملتوي ينحدر لمسافة حوالي مئة ياردة نحو ضفاف النهر نحو مرعي خصيب يمتد جنوباً علي مرمي البصر بعرض حوالي نصف الميل. يحتفظ شعبه هنا بقطعان من الماشية والخيول القباردية المتميزة.
كازبك القرباطيإلي مسافة أبعد باتجاه الجنوب تضيق المراعي لتصبح امتداداً من الأرض بطول ميلين حيث رعي المستوطنون أغنامهم طيلة السنوات التي تعيها ذاكرة الأمير تحت ظلال صخور النهر الصلصالية المائلة إلي الحمرة. تظلل ضفاف النهر أشجار الحور الرجراج والصفصاف حيث كان الأمير مثل كل الصبية الصغار في قبيلته يصطادون سمك الترويته. أغمض الأمير عينيه نصف إغماضة وهو يتخيل تلك الأيام السعيدة وكيف كان يقضي الساعات منتظراً أن تعلق بسنارته سمكة.
لقد عملت عشيرته التي سميت القرية باسمها بجد وحققت الكثير. فقد بني الأجداد في البداية تكتلاً صغيراً من المساكن علي الطراز الطيني التقليدي علي شكل دائرة مع مساحة دفاعية واسعة في الوسط.
ما زال كل بيت في قلب القرية يمتلك بستان فاكهة كبيراً وزرائب واسعة للحيوانات شاهدة علي تلك الجهود القديمة لبناء مجتمع زراعي مزدهر. لكن القرية ازدهرت علي مر السنين وتضاعفت أعداد أسر الحابسا فشقت طرق شعاعية خارجة من الساحة بحيث بنيت حولها مساكن جديدة وزرعت بساتين جديدة وزرعت خارجها حقول القمح والذرة الصفراء علي امتداد عشرين ميلاً أي حوالي ثلاثين فيرست بالحسابات الروسية حتي وصلت إلي سفوح الجبال.


لكن أمير الحابسا لم يكن يفكر بمجرد التقدم المادي لشعبه وهو يشاهد المنظر الجميل المتحفز للاستقبال. فهنا يسود الانسجام والنظام وهي حياة رغيدة. تعرف هذه البلاد المشاطئة لنهر التيريك من قبل جميع الأديغة باسم "قباردا الصغيرة" للتمييز بينها وبين قباردا الكبري الواقعة إلي الغرب حيث تصب الأنهار الأربعة الجبارة – الشيجيم والمالكا والباخسان والتشيريك في نهر التيريك. ينتمي الناس إلي فخذ الجلاخستني من أمة قباردا الكبري.يعترف كل الناس أن الشعب في قباردا الصغري يتمسكون بالأساليب التقليدية بقوة عاطفية أكثر من أي مكان أخر: وبأن دفؤهم وكرم ضيافتهم تحملان شهرة مستحقة. يقول القبارديون" إذا كنت ترغب في معرفة " الخابزا" والتراث القديم فاذهب إلي قباردا الصغري". وهكذا فقد أرسل العديد من الأمراء والنبلاء " الورق" أولادهم للتدريب عند " الأتالق" في هذا الإقليم. تعلم الأبناء فنون القتال والفروسية: وتعلمت البنات مهارات التطريز والحياكة والتدبير المنزلي. لكن الجميع تعلم المعتقدات التقليدية وعادات الشعب والسلوك الأديغي الصحيح.
طبيعي أن يدرك أمير الحابسا أن افتخاره بهذه الطريقة التقليدية في الحياة هو السبب الجزئي الذي دفع بابنه مراد إلي الابتعاد. يدرك أنه ربما كان في بعض الأحيان متصلباً غير مسامح وحاد المزاج. فقد حن إلي ابنه الثاني بحدة وندم علي عدم تفهمه. لقد تطورت شخصية نجله الأكبر عمر إلي محصلة حسنة فقد امتلك كل الفضائل التي يحتاجها أي وريث للنبالة حتي يوحي لشعبه بالتبعية والولاء. لكن أمير الحابسا كان ببساطة يندم لأنه لم يتمكن من مراقبة تحول ولده الثاني إلي مرحلة الرجولة: فقد أراد أن يعرف كيف أصبح-ما هي المميزات العائلية التي حظي بها-وما الذي تطور ونما من خلال تجربته في الحياة.

بيانات الرواية:



اسم الرواية: كازبك القبرطاي الجزء الثاني من ملحمة القفقاس
المؤلف: محي الدين قندور
الترجمة: محمد أزوقة
الناشر:المؤسسة العربية للنشر
تاريخ الاصدار:2005
الحجم:8 ميجا بايت



روابط تحميل رواية كازبك القبرطاي 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين






تعليقات