بيوغرافيا الجوع رواية لــ أميلي نوثومب
في هذه الرواية، تأخذنا الكاتبة في رحلة تبدأ من اليابان ثم تعبر الصين وأميركا وبنغلادش والهند وكمبوديا، فيما هي تسرد حياة تبدو أنها حياتها منذ أن كانت طفلة حتى صارت “الكاتبة” وفي كل هذه المحطات نجد صوراً لا ندركها عبر الكتب، فهي الصور بعين آميلي نوثومب، وهي جاذبية السرد والروي بحرارة التحديات التي تصنع حياة المرءمقتطف من الرواية
إنها أرخبيل أوقياني يدعي فانواتو ما كان يعرف في الماضي ب ((هيبريدس الجديدة)) ولم يعرف الجوع يوماً. نظراً لموقعها في عرض البحر قبالة شواطئ كاليدونيا الجديدة وجزر فيدجي حظيت فانواتو لعصورِ بأكملها بمؤهلين كليهما نادر وقل ما يجتمعان: الوفرة والانعزال. والميزة الأخيرة إذا كانت كأرخبيل تبدو للسامع حشواً لا طائل تحته بالطبع. سوي أن بعض الجزر قد يكون مقصداً لكثيرين إلا جزر هيبريدس الجديدة التي تكاد لا تطأها قدم غريبة.
وقد يجعل الأمر أدعي لاستغرابنا كون ال (( هيبريدس الجديدة)) جزراً ساحرة. إذ نجد فيها عدة الجذب الأوقيانية المعتادة الباعثة علي الأحلام: أشجار النخيل يسر الحياة وغير ذلك. ولو شئنا تحوير عبارة فيالات الذائعة لجاز لنا القول إنها جزر غاية في الجزيرية فلم يبطل سحر الطابع الجزيري الذي يكتنف عادة كل نتوء صخري بارزٍ وسط المياه عندما يتعلق الأمر بجزيرة فاتي وأخواتها؟
كل شئ يؤكد أن أرخبيل فانواتو لا يثير اهتمام أحد من الناس.
عدم الاكتراث هذا يفتنني.
أمامي خارطة اوقيانيا المثبتة في قاموس ((لاروس)) بطبعة قديمة ترقي إلي عام 1975. في ذلك الوقت لم تكن جمهورية فانواتو قد قامت بعد: إذ كانت جزر ((هيبريدس الجديدة)) لا تزال خاضعة لحكم ثنائي بريطاني فرنسي.
الخارطة واضحة. فأوقيانيا مقسمة بفعل هذه الظواهر العبثية الرائعة التي تسمي الحدود البحرية: أمر معقد ودقيق كالرسم التكعيبي. ثمة جانب فيها متعلق بنظرية المجموعات: هكذا نلاحظ تداخلاً بين حدود جزر ((واليس)) وجزر ((ساموا)) التي تبدو بدورها جزءاً من جزر ((كوك))- كأنها حروف طلسمية. كما نجد فيها تعقيدات سياسية لا بل أزمات حادة: فثمة نزاع بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة علي جزر ((ليني)) المعروفة أيضاً تحت اسم أخر مذهل هو جزر ((سبوراد الاستوائية)) (العشوائيات الأسيوية). وجزر ((كارولين)) التي تتدبر جيداً أمر انتمائها في وقتٍ معاً لكل من أستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا متوجةً هذا الشذوذ الفاضح بكونها علي الرغم من ذلك تحت الوصاية الإنكليزية. وغير ذلك.
ينتابنا شعور بأن أوقيانيا هي كائن غريب الأطوار في الأطلس. ووسط هذا القدر الهائل من الغرائب تنعم فانواتو برتابة لافتة. ولا نجد عذراً لها في ذلك: كونها خضعت لسيطرة مشتركة من قبل بلدين عدوين تقليدياً كفرنسا وبريطانيا من دون أن تنجح يوماً في أن تكون سبباً لخلافٍ بسيط بينهما لهو أمر محير يشي بالتقاعس. كما أن نيلها استقلالها من دون أن يعترض أحد مايدعو في ذاته للرثاءِ- ومن دون أن يأتي أحد علي ذكرهِ!
منذ ذلك الحين وفانواتو مصابة بما يشبه الكدر. ولا أدري ما إذا كانت (( هيبريدس الجديدة)) عانت من الكدر نفسه. المؤكد أن فانواتو غارقة في كدرِها. وعندي الأدلة علي ما أقول. لقد شاءت صدف الحياة أن أتلقي ذات يوم كتالوغ الفن الأوقياني مهدي إلي (لماذا؟) من قبل مؤلفه وهو من أهلِ فانواتو.
بيانات الرواية:
اسم الرواية: بيوغرافيا الجوع
المؤلف: أميلي نوثومب
الترجمة:بسام حجار
الناشر: المركز الثقافي العربي
تاريخ الاصدار:2008
الحجم:3 ميجا بايت
روابط تحميل رواية بيوغرافيا الجوع
أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
تعليقات
إرسال تعليق