قصة البلقان الجزء الرابع من ملحمة القفقاس رواية لــ محي الدين قندور
هي استمرار لقصة الشعب الشركسي بعد هجرتهم المأساوية من القفقاس عام 1864. إذ تم تهجير قرابة مليوني شركسي إلى تركيا العثمانية عن طريق موانئ البحر الأسود ومن بين هذه القبائل صدرت الأوامر لشعب الشابسوغ القادم من القفقاس الغربي للتوجه إلى فارنا ومصب نهر الدانوب على الشواطئ الغربية للبحر الأسود. وتم بعد ذلك نقلهم على عبارات نهرية خطرة في قوافل إلى بلغاريا، حيث تعرضوا للعديد من الكوارث والمخاطرمقتطف من الرواية
خرج أصلان بك العقيد في الجيش العثماني من الأحراش الكائنة عند مدخل الوادي ها! إننا نقترب! قال لمساعده. فهنا بدت أول إشارة إلي إمكانية القتال منذ مغادرتهم للعاصمة. رغم إنه كان جندياً متمرساً إلا أنه أحس بنبضه وقد بدأ يتسارع.تسرب خيط رفيع من الدخان نحو السماء. بدا نذيراً بالخطر في يوم صافٍ بارد مثل هذا. فهل هو نشاط للثوار؟ أحس جواده باهتمامه وانطلق في عدو غريزي.
"هل هذه هي وجهتنا أيها العقيد؟" نخز مساعده تيمور فرسه الرمادية إلي الأمام بجانبه. انبلج وجه الصبي الذي لوحته الشمس عن ابتسامة براقة: فإن أصلان لم يحس بمثل هذا "الفرح بالحياة" المشوب بانعدام الاهتمام لمرأي"حادثة" منذ وقت طويا جداً.

جذب تيمور عنان فرسه ليخفف من سرعتها" حاضر يا سيدي".
منذ اليوم الأول لخروجه راكباً من استنبول باتجاه هذا الجزء من بلغاريا ظل أصلان مدركاً للشائعات الصور الرهيبة للمذبحة الاغتصاب والنهب التي انتشرت بشكل واسع في الأمكنة الراقية والوضعية في أرجاء العاصمة علي حد سواء. في الأمكنة الراقية والوضعية في أرجاء العاصمة علي حد سواء. لقد جاء القسم الأسوأ من الأزمة في السنة الماضية لكن كانت التقارير ما تزال تتسرب من خلال" السيراسكريات". وزارة الحربية عن ثورات في "الرايات" البلغارية- القري المسيحية- ليس علي نفس نطاق العام الفائت ولكنها ما زالت تسبب الغضب.
كذلك كانت "روايات شهود العيان" حول الأعمال الوحشية التي ارتكبت أثناء قيام جنود السلطان بقمع هذه الأعمال الثورية منتشرة بنفس المقدار.
طبعاً كان يعرف أن اسطنبول مشهورة بكونها مركزاً للمبالغة والشائعات المضادة- لكن لا دخان بدون نار!
كانت الحرب ما تزال مستعرة حتي الشتاء الماضي في مركزه السابق الأناضول في مناطق جبلية معزولة: لقد كان يجري خوضها بين محترفين الروس والقوزاق من جهة والقوات التركية العثمانية المسلحة من جهة أخري. بصراحة كان أصلان متوجساً. فهو يكره حروب الاستنزاف- التي تشمل المدنيين. فقد شهد أكثر مما ينبغي من ذلك النوع في أيامه الماضية.. كما أن عليه الاعتناء بالشاب تيمور. فإن الصبي يعتقد أنه قوي وجاهز كلياً لكنه لم نكن لديه أية فكرة عما يعنيه فعلا" إخضاع عصيان ما". "تلك نار لعينة كبيرة".
ألقي أصلان بنظرة إلي رفيقه تيمور رأي في ملامحه الفتية خليطاً من المشاعر. أما فهو فلم يشعر بشيء.
مسحت عيناه الخبيرتان تضاريس المنطقة ولاحظ موقع المعسكر التركي راضياً عنه. كانت ألسنة اللهب خارجة من مكان في مزرعة راياه كبيرة من الواضح أنه تم الاستيلاء عليها لتحويلها إلي مقر قيادة السرية- ظهر أنها كرم بلغاري "باغلا".
كانت واقعة علي الضفة الشمالية لنهر الماريتسا متسلقة منحدراً واسعاً عند نقطة يضيق فيها الوادي الذي يشكل رافداً يروي سلسلة من الحقول اليانعة:وقفت بقايا شجيرات الكرمة المحترقة محاذية لطريق العربات الرئيسية عبارة عن مجرد جذوع مبثورة ملتوية حيث كانت تقف صفوف الدوالي المشذبة بعناية. بينما بدت حقول الحنطة غير الناضجة وقد طالها الدمار خلف الضفة اليسري للنهر إلي الجنوب. وكانت قمم جبال رودبي الزرقاء تقطع الامتداد السهلي في المدي.
يفترض في هذه المقاطعة المحصورة خلف وادي الماريتسا أن تشكل منظراً ريفياً رعوياً مثالياُ وليس صورة ناطقة بالخراب والإهمال.
بيانات الرواية:
اسم الرواية: قصة البلقان الجزء الرابع من ملحمة القفقاس
المؤلف: محي الدين قندور
الناشر: المؤسسة العربية للنشر
تاريخ الاصدار:2006
الحجم:12 ميجا بايت
تحميل رواية قصة البلقان
أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
رابط تحميل بديل
قراءة الرواية اونلاين
تعليقات
إرسال تعليق