اللوح الأزرق .... رواية لــ جيلبروت سينويه

اللوح الأزرق رواية لــ جيلبروت سينويه

مسرح أحداث هذه الرواية إسبانيا وزمانها زمن سقوطها وهزيمة المسلمين وخروجهم منها. يحاول الروائي ومن خلال قراءة في تاريخ هذه الفترة استرجاعها بحسّ ومخيلة روائيين. يستعرض الكاتب الأحداث من محاكم التفتيش إلى المجازر والمحارق التي أبيد فيها العرب والمسلمون وحتى اليهود، إلى المكائد التي استطاع من خلال كل ملك وملكة إسبانيا إشعال الحرب والمضي فيها إلى حين بلوغ لحظة الانتصار التي وصلوا إليها بالخديعة.

مقتطف من الرواية

طليطلة أواخر الشهر الرابع من سنة 1487.
كانت الشمس قد علت الكاتدرائية وألقت علي ساحة سوق الغبار المكتظة بأكياس الحبوب شبكتها ذات الخيوط الرفيعة المشربة بحمرة الدم. تحرك فراي هرناندو دو تالافيرا معرف جلالة الملكة إيزابيل سيدة قشتالة مداعباً بيده لحيته المذببة التي وخطها الشيب وانحني يهمس في أذن المرأة الجالسة إلي جانبه محاذراً أن يلفت الانتباه.
-لا شك أنه ليس أول إعدام بالحرق تحضرينه دونا فيفيرو؟
- لا بل هو الأول. لم أقبل سابقاً حضور مثل هذا الحفل علي الرغم من الدعوات العديدة ولولا إصرار جلالتها علي أن أحضر اليوم نيابة عنها لكنت قد...
اللوح الأزرقغطي قرع أجراس الكاتدرائية والكنائس المجاورة علي بقية الكلمات. إنه الموكب يتقدم من وسط الساحة. كان الصليب أول ما يلفت النظر. صليب ضخم مغطي بقماش من الحرير المموج. عرش جيوش الألهة وعربتها فوق ظهور الرهبان الدومينيكيين التابعين للدير الملكي. كان المتعودون علي مثل هذه المناسبات يعرفون جيداً لون الصليب الأخضر الداكن الذي لن يكشف عنه إلا لحظة طقس الغفران المهيب. ومن خلفه توالي جنود يعتمرون خوذات ويحملون حراباً في شكل فؤوس ومن ورائهم لاح رهبان مقلنسون وقساوسة يرددون مدائح الرب. في انضباط شديد أخذ وجهاء البلاط ورؤساء الكنيسة يتقدمون في موكبين متوازيين وفي نظام محكم: القضاة أمام المفتش العام والكهنة القانونيون أمام العميد وأمام هؤلاء أعضاء مجلس القضاء. في حين لاح المدعي العام وهو يحمل اللواء متمثلاً في مستطيل من التفتا قرمزي اللون مزخرف بدنتيلاً وشراريب فضية مطبوع عليه شعار ديوان التفتيش: راية الإيمان.
كان الأثمون يفتتحون المسيرة. قرابة المائة تقاطروا محشورين في عباءاتهم الصوفية ذات اللون الأصفر الزعفراني وقد علت رؤوسهم طاقياتهم المدببة وارتجفت في أيديهم الشموع. أما المجموع فقد تدافع أغلبها بالمناكب علي جانبي الموكب في محاولة للتسلل إلي المكان المخصص لعلية القوم حيث اجتمع كل ما كانت طليطلة تملك من نبلاء ووجهاء. في منتصف المسافة الفاصلة بين المدرج والمنبر أقيمت منصة محاطة بالقضبان. هناك في ذاك القفص سيقف المحكوم عليهم علي مرأي ومسمع من الجميع حيث لن تفوت أحداً شاردة أو واردة من ردود أفعالهم تعبيراً عن الخزي أو الألم أو الندم .


اقترب بعض الوصفاء من مكان المقارئ فوضعوا علي أحدها الصندوق الذي حفظت فيه نصوص الأحكام بينما خصصت مقرأ أخر لحمل الكتونة والبطرشل في طبقين كبيرين من المعدن الثمين. فجأة ارتفع صوت كاهن يحمل الصليب في يد وكتاب القداس في الأخري:
-نحمل المفتش العام والولاة ورجال الشرطة والفرسان والقضاة ووجهاء طليطلة هذه المدينة الماجدة وأبناء المسيح الحقيقيون الأوفياء المطيعون للكنيسة أمنا المقدسة نقسم بالنصوص المقدسة التي بين أيدينا أن نحفظ رسالة يسوع المسيح المقدسة وأن نعمل علي حمايتها وأن نطارد المارقين وأن نطيح بكل من نشك في هرطقته أو كفره. ليباركنا الرب ولتحرسنا النصوص المقدسة إذا قمنا بذلك ولينقذ الرب سيدنا الذي هذه قضيته أجسادنا في هذه الدنيا وأرواحنا في الأخري. وإذا تقاعسنا عن ذلك فليحاسبنا حساباً عسيراً وليسلط علينا عقابه الشديد الذي يسلطه علي الفاسدين الذين يكفرون عبثاً باسمه المقدس.
تعالي هديرالمجموع وكأنه يتصاعد من أحشاء المدينة مجيباً بصوت واحد:
-أمين.
ظل تالافيرا هادئ الأعصاب طيلة الوقت الذي استغرقته خطبة الكاهن يكاد يبدو لا مبالياً بما يحدث وكأن ذهنه مضي بعيداً كل البعد عن مكان الحفل. وزاد من غرابة هيئته غير المكترتناقضها التام مع ما كان يبدو من إثارة علي سحنة مرافقته التي جلست مأخوذة بالمشهد لا تحيد عيناها عنه.

بيانات الرواية:



اسم الرواية: اللوح الأزرق
المؤلف: جيلبرت سينويه
الترجمة: أدم فتحي
الناشر: منشورات الجمل
تاريخ الاصدار:2008
الحجم: 10 ميجا بايت








روابط تحميل رواية اللوح الأزرق 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين






تعليقات