الشيخ والبحر ..... رواية لــ أرنست همنغواي

الشيخ والبحر رواية لــ أرنست همنغواي

دارت أحداثها حول صراع مرير بين العجوز واسماك القرش والسمكة الجبارة وقد جمعت الرواية بين العذوبة والفائدة وهي من أعظم الأعمال الروائية في القرن الماضي والكاتب من طراز فذ

مقتطف من الرواية

كان رجلاً عجوزاً يصيد السمك وحده في قارب عريض القعر في ((تيارالخليج)) وكان قد سلخ اربعة وثمانين يوماً من غير أن يفوز بسمكة واحدة. وفي الأيام الأربعين الأولي كان يصحبه غلام صغير. حتي إذا قضي اربعين يوماً من غير ان يوفق إلي صيد ما قال أبوا الغلام لابنهما ان الشيخ منحوس نحساً لا ريب فيه ولا برء ولا برء منه وسألاه ان يعمل في قارب أخر ما لبث أن فاز بثلاث سمكات رائعات في الاسبوع الاول. ولقد أحزن الغلام أن يري الشيخ يرجع كل يوم خالي القارب فكان ما يفتأ يمضي للقائه ويساعده في حمل صنانيره الملتفة أو محجنه وحربونه والشراع المطوي حول السارية. وكان الشراع مرقعاً بأكياس دقيق عتيقة فهو يبدو وقد طوي علي هذه الشاكلة أشبه ما يكون براية الهزيمة السرمدية.وكان الشيخ معروقاً شاحباً انتشرت في مؤخر عنقه تجاعيد عميقة وعلت خديه القروح السمراء الناشئة عن سرطان الجلد غير المؤذي الذي هو ثمرة انعكاس الشمس علي صفحة المياه في المناطق الاستوائية. وكانت تلك القروح تغطي جانبي وجهه علي حين كانت في يديه ندوب عميقة الغور خلفتها الحبال التي علقت في أطرافها ضروب من الأسماك الثقيلة ولكن أياً من هذه الندوب لم يكن غصاً. كانت قديمةً قدم التأكل في صحراء خلو من السمك.
الشيخ والبحركان كل شيء فيه عجوزاً خلا عينيه وكان لونهما مثل لون البحر. وكانتا مبتهجتين باسلتين.
وقال له الغلام فيما هما يصعدان الضفة بعد أن دفعا القارب إلي اليابسة.
-((سانتياغو))! في استطاعي أن أذهب معك من جديد.
لقد فزنا بشئ من المال.))
كان الشيخ قد علم الصبي صيد السمك وكان الصبي يحبه.
وقال الشيخ. –(( أنت تعمل الأن علي ظهر مركب محظوظ. إبق حيث أنت.))
-(( ولكن اذكر كيف سلخت سبعة وثمانين يوماً من غير أن توفق إلي سمكة واحدة ثم تدفقت علينا الأسماك الكبيرة فكنا نصطاد منها كل يوم عدداً غير يسير طوال أسابيع ثلاثة.))
فقال الشيخ: -((أذكر ذلك. أنا أدري جيداً ان فراقك لي لم يكن ناشئاً عن شكوكك.))
-((بابا هو الذي أكرهني علي فراقك. أنا ما أزال غلاماً صغيراً ويتعين علي ان أطيعه.))
فقال الرجل العجوز: -(( أدري. هذا شئ طبيعي جداً.))
-((ليس لديه ايمان.))
فقال الشيخ:


-((لا. أما نحن فإيماننا قوي. أليس كذلك؟))
فقال الغلام:
-((نعم. هل أستطيع أن أقدم اليك شيئاً من الجعة في (( السطيحة)) ثم نحمل هذه الادوات كلها إلي البيت؟))
فأجابه الشيخ:
-(( ولم لا؟ سوف أشر بها بين الصيادين.))
وجلسا علي (( السطيحة)) وأنشأ عدد من الصيادين يسخر من الرجل العجوز ولكن ذلك لم يستر غضبه قط. أما الصيادون الشيوخ فنظروا اليه وقد عصر الحزن قلوبهم. ولكنهم لم يظهروا ذلك وراحوا يتحدثون في كياسة عن التيار والأعماق التي قذفوا بخيوطهم اليها والجو الجميل المتواصل وعما شاهدوه. وكان الصيادون الذين فازوا برزقهم ذلك النهار قد دخلوا وشقوا بطون اسماكهم وحملوها- ممد دة علي لوحين خشبين كان رجلان يترنحان عند طرف كل منهما- إلي المسمكة حيث انتظرت سيارة الثلج الكبيرة لنقلها إلي السوق في هافانا. وكان الذين اصطادوا اقراشاً قد حملوها إلي مصنع الاقراش في الضفة الأخري من الخليج حيث توضع علي الألات الرافعة وتزال أكبادها وتقطع زعانفها وتنزع جلودها ويقطع لحمها قدداً يصار بعد إلي تمليحها.

بيانات الرواية:



اسم الرواية: الشيخ والبحر
المؤلف: أرنست همنغواي
الترجمة: منير البعلبكي
الناشر: مؤسسة ثقافية للتأليف والترجمة والنشر
تاريخ الاصدار:2012
الحجم: 1 ميجا بايت



روابط تحميل رواية الشيخ والبحر 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين






تعليقات