الخاطئ ..... رواية لــ د.ه. لورانس

الخاطئ رواية لــ د.ه. لورانس

الكثير من أحداث الرواية مستلهم من قصة حب قصيرة جرت بين اثنين من زملائه، وقد صرف النقاد الكثير من الجهد على تحليل عناصر السيرة في الكتاب دون أن يدركوا أن لورانس كان يكتب عملاً من تجربة متخيلة يتجذر أصلها في الواقع.

مقتطف من الرواية

هتفت لويزا وهي تنتزع أصابعها من مفاتيح البيانو مستديرة على نحوٍ مفاجئ إلى عازفة الكمان: ((اخلعي خافض الصوت من كمانك هيا افعلي!).
نظرت إليها هيلينا بططءٍ وهي ما زالت ممسكة بكمانها وقالت:
((سيكون الصوت عالياً علي نحو لا يطاق يا عزيزتي لويزا)). ثم همت واقفة وهي تضرب تنورتها البيضاء بقوس كمانها بنوع من التجمل الجزين. بينما صرخت لويزا وهي تثب عن كرسيها بمبالغة امرئٍ ساخط علي من يحب: ((وأخيراً وافقت علي إخفات صوت كمانك. لقد كنت ترفضين ذلك من قبل دون مناقشة فماذا دهاك؟)).
فأجابتها هيلينا التي بدت مرهقة منشدهة بيد أنها مازالت حساسة:
الخاطيء((لقد استسلمت مؤخراً للعديد من الأشياء)). خفضت لويزا من تحديها الجاف وقالت وهي توبخها بنبرات نابعة من الحب : ((علي أية حال أنا لا أحب ذلك)).
وأشارت هيلينا بقوس كمانها إلي مكانٍ علي أوراق معزوفات لويزا من سونيتات موزارت قائلة:
((هيا أكملي من اليكرو)). وبإذعات سحبت لويزا الأوتار واستمرت الموسيقي.
وهناك شاب كان يستلقي علي كرسي من كراسي الخيرزان الموضوعة قرب موقد النار استدار بارتياح بعيدا عن الفتاتين كي يرقب ذبالة النار وهي تتأرجح وترقص مع الموسيقي. كان من الواضح أنه مرتاح في جلسته رغم أنه بدا غريباً في الغرفة.
كان المكان غرفة المعيشة في بيت متواضع ينتصب في صفٍ مع مئات أخري من البيوت المتشابهة علي امتداد شارع عريض في ضاحية جنوب لندن وبين حين وأخر كانت مركبات الترام تمر مهمهة لكن غرفة هيلينا تلك كانت بعيدة عن مركبات الترام وعن ضوضاء المرور في لندن كانت الجدران ذات لون أخضر كامد بلون نباتات أب وتبدو السجادة الخضراء بحافاتها اللامعة مثل مربح من العشب علي أرضيةٍ ترابية سوداء. كان السقف أبيض صقيلاً وكذك الإفريز والموقد ولم يكن ثمة لون أخر في الجوار. بينما كان لجميع الأثاث- باستثناء البيانو- مظهر لا يثبت في الذهن حيث وضع كرسيان من الخيزران قرب النار والمشجبان الواهيان من الخشب الأسود اللامع والكرسيان المتداعيان وخزانة الكتب القابعة في الكوة كلها متناثرة غير مستقرة كما لو انها قد أزيحت لتبقي الغرفة فارغة بأرضيتها وجدرانها الخضر وحافة سقفها البيضاء اللامعة. علي رف الموقد وضع تمثال صغير لبوذا من الحجر الصيني كان يشع منه بريق أبيض. كان بوذا رمادي اللون مجرداً من العاطفة مستغرقاً في تأملاته وإلي جانب التمثال ثمة لوحان من الحجر شبه الشفاف تغشيهما سحابات جميلة من الورد والدم محفورة برموز صينية وهنالك أكوام من التذكارات وبلورات الصخر والأصداف وفتات الأعشاب البحرية.


عندما دخل الشاب الغريب الغرفة أحس بالارتباك . تظر إلي الفراغات العارية علي الجدران ذات اللون الأخضر الغامق والأثاث الهزيل وتأكد من أنه غير مرحب به. كانت مواد التعاطف الوحيدة في الغرفة هو ذلك المصباح الأبيض الذي كان يتوهج علي حامل قرب الجدران ونبات السرخس الكبير الجميل ذا الأوراق الضيقة التي تطوق سحابتها الخضراء فجوة الشباك. هذه الأشياء فضلاً عن النار بدت ودودة فقط.
كانت الشموع الثلاث الموضوعة علي البيانو الأسود تشتعل ببطء والموسيقي تتذبذب بفتور كفراشاتٍ مخدرة علي نحو غبي كانت هيلينا تعزف علي نحو ألي وتكسر الموسيقي تحت قوسها فتخرج ميتة مؤذية للسمع. قطب الشاب وجهه واستغرق متأملاً واستدار مرة أخري بانزعاج صوب العازفتين. كانت عازفة الكمان فتاة في الثامنة والعشرين وكان ثوبها الأبيض ذو الخصر العالي يتأرجح كلما عزفت اللحن ويهتز بإصرار كما لو أن جسدها بندول أبيض . غشيل الوجوم وجه الشاب واستمر في مراقبتها. كانت الفتاة وفيرة الجسم ممتلئة بالحيوية رقبتها بيضاء نقية مقوسة ترتفع من ذلك الفراغ الرقيق بين كتفيها وحينما كانت تمسك بالكمان كان حرير كمها الأبيض يتأرجح طافياً ملاحقاً قوس الكمان.

بيانات الرواية:


اسم الرواية: الخاطيء
المؤلف: د.ه. لورانس
الترجمة: فاضل السعدوني
الناشر:ورد للنشر
تاريخ الاصدار:2011
الحجم:6 ميجا بايت




روابط تحميل رواية الخاطىء 





أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين






تعليقات