وليمة لأعشاب البحر ... رواية لــ حيدر حيدر

وليمة لأعشاب البحر ... رواية لــ حيدر حيدر

رواية أثارت جدلاً في الأوساط الثقافية الإسلامية بعد اتهام مؤلفها حيدر حيدر بتطاوله على الدين الإسلامي من خلال عبارات وردت على لسان الأبطال خلال مسيرة الأحداث.
فالرواية على صعيد الحدث تدور في آفاق معاناة مسرحها العراق والجزائر.... الثورة العنصر هي المشترك بينهما، والإخفاقات عالم من الضياع والدم والفناء غرق في لججه الإنسان... المواطن... وأوجاع مشتركة تجمع بين مهدي جواد الهارب من مدائن العراق إلى بونة، وفلّة التي خطت على الورق-الجزائر-خطوطاً وإشارات كانت تشبه زورقاً أو سمكة لتطوقها بدوائر لولبية

مقتطف من الرواية

وكان صباحا مضيئا في سماء صاحية النوارس وهي تخفق بدت كأنما تعلن عن غبطتها بذلك الطيران الابيض الواهن وفوق الاعشاب واوراق الدغل كان الندي يتلألأ تحت شمس خريفية.
انظر انظر هو ذا البحر!

وليمة لأعشاب البحرقالت الفتاة ذلك ثم اسرعت خطاها باتجاه الشاطيء الصخري وعلي نحو تلقائي خلعت حذاءها ثم اندفعت كالفقمة حافية صوب البحر انتبهي الاشواك ستدميك ولم تلتفت سبقته خافقة بذراعيها كجناحي طائر في فضاء أبيض السرعة والريح رفعتا تنورتها الخضراء فبدأ كالرخام فخذاها الناصعان المكتنزان جري الرجل ملوحا في الريح حقيبة الطعام كانت الفتاة تتباطأ هابطة المنحدر بين اجم الدغل القصير وكتل الصخور الرمادية فجأة اختفت علي حافة المنحدر الغضاري ظهر البحر بدا جليلا بأبهة ملكية شرسا وهو يصدم الصخور ثم يتطاير زبدا متناثرا قم ينحسر كطفل وداع .

-أسيا. أسيا ناداها بصوت مبتهج تردد الصدي بين ممرات الصخور وأفق البحر.
خمن انها مختبئة في مكان ما وانتظر ظهورها المباغت. تقدم متعثرا فوق الحصي والشوك . الحقيبة مدلاة فوق ظهره وفي عينيه وهج الشمس كان يغني ويصفر عابرا الشعب المتعرج المؤدي الي مكانهما القديم المكان الذي سمياه فيما مضي سرير البحر.
-اذا لم تظهري فهناك امرأة أخري علي الشاطئ
اذ وصل الكهف المعشب المطل علي البحر قذف بالحقيبة علي التراب المندي تعري واستلقي فوق الغضار المعشب.
كان وجهه يستقبل لفح الاشعة خارج الجفنين المطبقين راح بياض الاشعة يتحول الي احمرار طيفي داخل مدار الطيف الملون ابتدأت الاشياء تقبل وتنسحب بلمعان غريب ساحر
يحس الرجل بانه مطارد وان شخصا ما يتعقبه رجل لا يعرف ملامحه بدقة كان ينتظر المفاجأة في المنعطف القادم. وكانت هناك منعطفات كثيرة في هذة المدينة المتوحشة التي فقدت امانها.
انة يخطو مسرعا متوجسا أبدا متأهبا أبدا كان الخوف يسري هناك في الفقرات التي ستتلقي الضربة من يد تتأهب لتطعنه من الخلف وتلمست يده المدية في الجيب الخلفي لا بد ان الفقرات كانت ترتعش وهو يقترب من المنعطف المظلم أحس بالمقبض الاملس ورأس النصل . كانت الموسي في وضع يتيح انتضاءها بسرعة في أية لحظة.

وتذكر بان الفتاة سالتة يوما أين تعلمت الطعن بالسكين؟
فقال مبتسما: في المدرسة.


وضحكت باستغراب في المدرسة ! لابد أنها كانت مدرسة حربية! وقال: لا كان ذلك تدريبا شخصيا زمن المراهقة .
اللوح الاسود في صدر القاعة كان مسرح التدريب. يقف علي مسافة أمتار منه يلوح بالمدية ثم يقذفها فتهتز السبورة إذ تلتقي الطعنة كان ينتشي بينما الطلاب مأخذون بهذة البراعة لفتي شقي يكره المدرسة والكتب والمدرسين وهو يشرح الموقف كانت الفتاة تغرق في الضحك.
وسألته إن كان قد طعن شخصا في حياته فقال بأن ذلك حدث مرة لأمر.
- وهل مات ؟ سألت فزعة.
-لا . الانسان لا يموت بضربة موسي طائشة. جرح طفيف ضمد في المستشفي ثم خرج الفتي علي الأثر كان يروي الحدث بنبرة اعتزاز مشوبة بخجل مراهق.
قالت الفتاة: ها. كنت مشاغبا إذن!
ورد الرجل : لا. بل كنت خائفا انذاك.

بيانات الرواية :



اسم الرواية :وليمة لأعشاب البحر
المؤلف :حيدر حيدر
الناشر : ورد للطباعة والنشر والتوزيع
الحجم: 13 ميجا






روابط تحميل رواية وليمة لأعشاب البحر 






تعليقات