المنفى لــ ريتشارد نورث باترسون

رواية المنفى لــ ريتشارد نورث باترسون

واية مشوقة كتبها أحد الروائيين الأكثر واقعية في أميركا تسرد قصة محام وجد نفسه في موقف الدفاع عن امرأة يحبها متهمة بالتآمر لاغتيال رئيس وزراء إسرائيل، يكاد "دافيد وولف" يبلغ قمة السعادة، فهو محام لامع من سان فرانسيسكو، زفافه وشيك، وله الأفضلية للترشيح لعضوية الكونغرس، لكن رحلة غير متوقعة بدأت حين رن جرس الهاتف وسمع صوت "هناء عارف"، المرأة الفلسطينية التي أقام معها علاقة عاطفية حين كان طالباً في معهد الحقوق.

مقتطف من الرواية

المنفى كان إبراهيم جعفر يحدق في قارورة المياه المعدنية "مايان ريفييرا" ذات الغطاء الأبيض، ويجهد لكي يتخيل العمل الذي سينهي به حياته على هذه الأرض. القتل العادل في مكان بعيد عن بلاده للرجل الذي يتولى قيادة أعداء شعبه، بل للرجل الذي يشبه وجهه وجه النسر، والذي يتحمل المسؤولية المعنوية عن ضياع أخته وحزنها، وعما خلفه ذلك في نفسه من مشاعر الإحباط والغضب.
هكذا كان إبراهيم، ورفيقه إياد حسن المسؤول عن مهمتهما الانتحارية، يعيشان حالة معلقة بين الحياة والموت، في انتظار الأوامر التي ستحول شخصيتيهما المغمورتين إلى شعلتين من مشاعل الشهادة والبطولة. كان ملجأهما المؤقت ساعتئذ في قرية أكوماك المعزولة في مكان ما من الشريط الساحلي الشرقي للمكسيك. لقد كانت هذه المنطقة في يوم من الأيام مأهولة بشعب المايا الذي خلف وراءه، قبل الانقراض، آثاراً شتى من أهرامات ومعابد. اما الآن، فهي مجرد منتجه للأجانب الأغنياء، ولهواة الصيد والغطس، المنجذبين إلى هذا الريف البحري ذي الشعاب المرجانية، والغنى بالأسماك المدارية، المزركشة الألوان. أما مسكنهما المؤقت فلم يكن سوي فيلا بيضاء مخصصة تقوم في وسط شريط مكون من مثيلاتها، تظللها أشجار النارجيل (جوز الهند)، فيما هي تتربع على طفن صخري على حافة شاطئ الكاريبي. ولم يجد إبراهيم، المعتاد أصلا على الوحشة والغربة في موطنه، في جمال هذه البيئة المعزولة سوى فصل جديد من فصول الغربة والضياع. كان ذاهلاً كالمستيقظ من حلم مذهل.
لقد حطت بهما الرحال في هذا المكان منذ أسبوع مضى. ولم يخالف صباح يومه هذا، أي صباح سبقه، حيث شتت نسائم الصباح السكري غمائم الأفق، لتكشف النقاب عن سماء صافية عميقة الزرقة، يصافح لونها لون البحر عند منتهى الخط الذي يرسم حدود الأفق. وعند انتشار دفء الشمس، برزت الحسناوات النحيلات الجميلات من مخابئهن يسبحن ويغطسن ويتمايلن بملابس البيكيني الصارخة التي ملأته إثارة وخجلاً. فانكفأ عنهن وعن وهج الشمس الساطعة معاً.


لم يكن هؤلاء السواح، الساهون عنه في مرحهم ولهوهم، يمثلون لإبراهيم سوى نموذج عن الصهاينة الذين أذلوا شعبه، مستعملين الأسلحة الأميركية لاحتلال ما تبقي من أرض بلاده، ومن أجل تطويق أهله بشبكة من المستوطنات وحواجز الطرق التي تضرب حولها طوقاً من العزلة الإسمنتية القاسية وتفرق حياتهم في ربقة لزجة من الفقر المذل. وفكر إبراهيم بأخته الجميلة، والمروعة، وهي ترتجف مرة، فيما القذائف تتساقط حولها. وقد كان ذلك قبل أن يضع الجنود الصهاينة أخيراً حداً لخوفها بسلبها كل طاقة على التفكير، وفكر بوالده الكادح الذي لا يعود عليه دخله كمحاسب سوي بشروى نقير لا يكاد يسد لعائلته رمقاً. فكر في بيت أجداده في حيفا، وقد بات الآن مسكنا لليهود، هذا البيت الذي لم تكتحل عينا إبراهيم برؤية جمال حجارته سوى من صور فوتوغرافية قديمة العهد. فكر في صورة أخرى عائدة لكوخ في مخيم جنين للاجئين، حولته قنابل الطائرات الصهيونية إلى كوم من الأنقاض تتمدد تحتها جثة والده الممزقة التي لم يسهل التعرف على صاحبها لولا زوج نظارتيه المحاط بإطار مذهب. ومع هذا، فإن كلمة: إرهابي" هي اللقب الذي يطلقه عليه الصهاينة.

بيانات الرواية



الاسم: المنفى
تأليف: ريتشارد نورث باترسون
ترجمة: حليم نسيب نصر
الناشر: دار الكتاب العربي
سنة النشر: 2008
الحجم: 16 ميجا بايت

قراءة وتحميل رواية المنفى






روابط تحميل رواية المنفي 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين


تعليقات