أصابع لوليتا لــ واسيني الأعرج

رواية أصابع لوليتا لـ واسينى الأعرج

يستحضر الروائي الجزائري واسيني الاعرج «لوليتا» التي سبق وكتبها الروسي فلاديمير نابكوف في رائعته التي تعد واحدة من كلاسيكيات الأدب العالمي، ولكن الأعرج في روايته الجميلة؛ والتي «أبعدتني عن واقعي الرديء، ولو مؤقتا «، تختلف عن رواية «نابكوف» بكون أحداثها تدور حول كاتب عربي مطارد من قِبل نظام بلده ويلجأ الى باريس حيث تحميه الشرطة الفرنسية باعتباره لاجئا سياسيا.
في رواية أصابع لوليتا وأنت تطالع صديقي القارئ ستجد أنه يسرب سيرته الذاتية في طيات الأحداث والشخصيات، وهو ايضاً ما لمسناه في روايات شرفات بحر الشمال وطوق الياسمين وفى أغلب أعمال الروائية، وستجد أنه يجذبك منذ السطور الأولى، ويشدك من وجدانك وعقلك وانسانيتك حتى السطر الأخير، لأنه يعيش المكان بتفاصيله ويسير أغوار شخصياته من الداخل، ويكتب ويروي لك المشهد ببلاغة الصورة.

مقتطف من الرواية

الآن بعد أن خمدت كل تلك الحرائق التي التهمت بلا رحمة، الغيمة الأخيرة التي استمرت زمناً طويلاً تظللني، أستطيع أن أجمع عدتي من الأوراق والأقلام، وأقف على حافة الساحل المهجور، أسترجع أنينها الخفي، ثم أبدأ السير وحيداً على سطح البحر وأنا لا أدرى أي شوق سيقودني هذا الرحيل نحو عاصفة الكتابة، سوى أن الموجة اليتيمة التي تكونت لحظة دخولي وانفصلت عن البقية وعنى ستتضامن معي في بحثي عن ظل أبيض يتماهى مع النور والماء، اسمه لو...لي...تا...

هل تدري حبيبي أنى كلما وضعت أصابعي على ملامس البيانو أحسست بك هنا وسط مساحة من النور، واقفا على حافة قلب يرفض أن يستسلم للنسيان، تنصت بإمعان لصوت في داخلي يشبهك لدرجة التماهي الغريب. أعرف لا لأني أشتهي إغواءك داخل شعلة أصابعي فقط، ولكن لأني أخاف صمت الحجارة ورعشة القبور. رهاني إيها الغالي، أن أوقظك من غفوة التيه لكيلا تنسى أنى هنا، امرأة من حليب الغيم وهشاشة نظرة العاشقة. هنا دائما لتدرك أني ما زلت حية، وأن أصابعي التي تحبك لن تستأذن القتلة الذين سرقوا عذرية طفولتك، لكي تعزف نشيد الروح. ما تخاشف عمري، قادرة على شكايا كما كانت أمي تقول.

بيانات الرواية

الاسم: أصابع لوليتا
تأليف: واسيني الأعرج
الناشر: دار الصدى
الطبعة: الأولى
سنة النشر: 2012
الحجم: 7 ميجا بايت

My Health

بحث هذه المدونة الإلكترونية