ترانيم فى ظل تمارا ..... رواية لــ محمد عفيفى

تحميل رواية ترانيم فى ظل تمارا لــ محمد عفيفى

قاوم، إن استطعت، أن تندمج في عالم محمد عفيفي. في هذا العمل الأخير الذي كتبه قبل وفاته، افعل ما شئت، قل إن هذا ليس فناً قصصياً، وإنما مجموعة لوحات تشكيلية، قل إنه معزوفات موسيقية متتالية، قل إنه عالم غريب، غير معقول، لا يصوره إلا رجل تداخلت الصور والأشياء والكائنات أمامه

مقتطف من الرواية

الفراشة البيضاء ومضت فوق السور النباتى المرتفع كعادتها كل صباح, وكعادتى أسفت لأنني يجب أن استبعد ذلك الشعور اللطيف بأنها هى نفس الفراشة التى تزور حديقتى كل يوم. لكن أحداً لا يستطيع أن يصادر حريتي فى الافتراض الذي يريحنى, وتلك الفراشة الواحدة الفرضية قد أسميتها بينى وبين نفسى فروشة. ورفرفت فروشة هنا وهناك باحثة عن رزقها حتى جذبتها وليمة الألوان فى حوض "البانسية" فألقت بنفسها فيها, وعلى احدى الزهور حطت مبسوطة الجناحين تنهل فى حب من عذب الرحيق. وكان بجانبها زهرة رسم عليها بالأصفر والبني وجه قرد صغير ضاحك, وأخرى عليها طفل بنفسجى معذور, مكان لطيف لفراشة لطيفة بيضاء.
ترانيم بجانبى جلست على الكرسى القس الأصفر العتيق مستظلا بصديقتى العزيزة تمارا التى من خلال أغصانها تتساقط عشرات من دوائر الضوء الصغيرة البيضاء, وتنفرش حولي مثل قروش فضية متراقصة. على النجيلة الخضراء التى تكسو الأرض حولي, وعلى الترابيزة المستديرة المصنوعة من الخشب الخشن الأبيض – الأبيض الغامق إذا جاز التعبير.
وفوقها كوب الشاي الكبير الخزف البني, الذى انكسرت أذنه من زمان فحمدت الله على الخلاص منها وقرش فضي سقط على سطح الشاي متلاعبا كأنه عين تغمز, سيكون لطيفاً أن أذوق شاى بنكهة من نور الضحى.
هنا أحب الجلوس فى هذا الجو المعتدل من أوائل الخريف حيث أحظي من الشمس بدفئها دون لسعتها فليس من أجل عطر تمارا أجلس تحتها, لأنها قلما تجود بعطرها إلا قبيل الغروب والنهار يسلم المفاتيح للمساء, وأمينة دهشت عندما أخبرتها للمرة الأولى منذ سنوات أننى قد اسميت هذه الشجرة تمارا, ولكنها لم تلبث أن قالت معترفة:
- طب والنبي لايق عليها !


فقلت لها شارحاً سر تلك التسمية :
- شجرة تمر حنة ح اقول لها يا ايه الا يا تمارا ؟
- وانت لازم تناديها بأسمها ؟
- طبعا عشان تعرف أنى بكلمها هى.
وكانت أمينة تعرف أننى أحب أن اكلم الأشجار (غير متوقع منها ان ترد على طبعاً) فاكتفت على سبيل التعليق بأن تصعبت وقالت مازحة:
- ربنا يكملك بعقلك !
واما عن زهيرة فهى تعرف كيف بدأ اسمها. فى أول الأمر بتزهيرة نسبة إلى ليمونها ثم أخذت الباء تذوب بعد يوم فى أكواب العصير حت أصبحت زهيرة.

بيانات الرواية





الأسم: ترانيم فى ظل تمارا
تأليف: محمد عفيفى
الناشر: دار الشروق
الطبعة: الأولى
سنة النشر: 1984
الحجم: 3 ميجا بايت





روابط تحميل رواية ترانيم فى ظل تمارا 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين


تعليقات