المرحوم لــ حسن كمال

المرحوم لــ حسن كمال

تدور أحداث الرواية حول طالب في كلية الطب يهوى الكتابة، ويبحث دائما عن شخصيات فريدة لتناولها في كتاباته، إلى أن يجد نفسه وجها لوجه أمام (المرحوم)، عامل المشرحة المسئول عن حفظ الجثث وإعدادها للتشريح. يقترب منه ليكتشف أنه شخصية مركبة لأقصى حد. حيث يرى أن وجوده في المشرحة هو رسالة كلف بها ليتم لهؤلاء الموتى أعمالا كان ينبغي عليهم أن يتموها حتى ترتاح أجسادهم في الأرض.

مقتطف من الرواية

الصدفة قدر!
المرحوم أحدكم سيقرأ هذه العلامات ليحمل رسالة المرحوم إلى بقية العمر.
إذا أصبحت هذه الأوراق في أيديكم فأنتم ممن عهد إليهم برسالته عل أحدكم يحملها بالروح أو بالجسد. أو بكليهما معاً!
أنا أول من وقعت في يده هذه الأوراق. كلما انتهيت منها أعود لأقراها من البداية كما لو كانت لعنة أخرى من سلسلة اللعنات التي أصابتني منذ ان عرفت المرحوم.
لم أجد لها حلا سوى أن استكمالها لينتهي دوري، ثم أتركها لغيري وأرحل مبتعدا لأنني لن أستطيع أن أبقى هنا بعد كل ما جاء فيها.
لن أغير شيئاً في فصوله التي أسماها هو علامات، وسأضيف إليها ما عشته معه حتى تكتمل الرؤية، مع كل يوم سيمر على بعدها سأحاول أن أفعل مثله، أن انظر إلى الصورة من أعلى. أتأمل نفسي جيداً في كل يوم لأتأكد أنى لا زلت حيا أستحق الراحة الأبدية في باطن الأرض. وسأعمل على تحقيق كافة أماني في حياتي لكيلا تبقي لي أمنية بعد أخيرة تعيق نزولي إلى الأرض أو صعودي للسماء، فإن بقيت لي واحدة فإنني اوصيكم بها وبجسدي خيراً.
على الحائط المختفي خلف الثلاجة الكبيرة مكتوب سطور ثلاثة بخط باهت:
هنا ترقد الأجساد التي ضلت طريقها إلى باطن الأرض والأرواح التي ضلت طريقها إلى السماء، هؤلاء الذين حرموا من صفة الرحمة. لا أحد يطلق عليه المرحوم. أنا المرحوم الوحيد في هذا المكان.
كعادتي – منذ أن أبحت روحي حرة تتحرك كيفما تشاء-كنت أتجول بها في أرجاء المشرحة. أتأمل ما حولي في هدوء، درت دورة كاملة شملت جميع جوانب القاعة الرئيسية المتسعة. النوافذ الضيقة المرتفعة لا تدخل نوراً من الخارج إلى المكان لكنها تدخل كما كبيراً من هواء الشتاء. أربع وعشرون منضدة بالتمام. نصفها عليه أجساد ملقاة في صمت تام.


كان جسدي أنا –المرحوم-ممداً على المنضدة المعدنية الباردة في المنتصف تماماً، وقد اختفى تحت الملاءة البيضاء المليئة بالبقع التي تنبعث منها رائحة الفور مالين النفاذة، في تلك اللحظة تحديداً كنت أراجع قائمتي التي سأطلبها من الله وملائكته وأنا على باب الجنة. فهذا هو أكثر ما يغريني بالدخول، ناء تشتهى الأنفس. يأتي ذلك عندي قبل فكرة الجنة سابقة التجهيز, لا مانع من القصور والجنان والأنهار لكنها غير مذكورة في قائمتي, فقائمة الطلبات تشمل على شقة في واحد من الأدوار الوسط في بناية مرتفعة ومزدحمة حولها أرضية مرصوفة بالأسفلت وصنابير تحمل المياه الحلوة وتنتشر في كل جزء من منزلي, لا أريد جناحين ولست متأكداً من احتياجي لحور العين, الأكيد هو أنى أريد سيارة فراهة كبيرة تحم لوحاتها المعدنية أي صفة غير (تحت الطلب) وحلة سوداء انيقة ونظارة شمسية بنفس اللون مع امرأة بيضاء جميلة ترتدي ملابس سوداء وتخفى عينيها خلف نظارة داكنة كبيرة, شعرها الأشقر اشعث متناثر في كل اتجاه وقد أحمر وجهها من شدة البكاء فزادها فتنة, تضع رأسها في حضني كل بضع دقائق وتمسح انفها في سترتى دون ان تترك فيها أثراً.

بيانات الرواية



الاسم: المرحوم
تأليف: حسن كمال
الناشر: دار الشروق
الطبعة: الأولى
سنة النشر: 2013
الحجم: 16 ميجا بايت





روابط تحميل رواية المرحوم 




أشترى كتبك الورقية -توصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر

رابط تحميل بديل

قراءة الرواية اونلاين



تعليقات